الإنترنت; ولأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع، فهو من أسرع وسائل الوصول إلى مجالات التعليم والاتصال. في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد نقل الدروس إلى البيئة الإلكترونية خلال أزمة كوفيد-19، مكّن الإنترنت الأطفال من عدم مقاطعة حياتهم المدرسية، والقيام بالواجبات المنزلية مع أصدقائهم خارج ساعات الدراسة، والمشاركة في مشاريع جماعية فعالة عن طريق العصف الذهني، والحفاظ على نجاحهم الأكاديمي. من ناحية أخرى، سهلت وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال البقاء على اتصال مع الأصدقاء الذين لم يتمكنوا من مقابلتهم وجهًا لوجه، والتعرف على أشخاص جدد، ومتابعة المشاهير والمجموعات التي يعجبون بها، والتواصل الاجتماعي في البيئة الافتراضية. كما عززت قدرتهم على تبني قيم معينة مثل احترام الاختلاف، والنظر إلى المناسبات الاجتماعية من وجهات نظر مختلفة، وأن يكونوا أكثر تسامحاً وتسامحاً.
إن استخدام الأطفال الواعي والهادف لوسائل التواصل الاجتماعي يجعلهم يواجهون العديد من المزايا، في حين أن استخدامها غير المنضبط يجعلهم يواجهون بعض السلبيات. وأهمها أنهم قد يواجهون بعض الصور الفاحشة أو العنيفة التي لا تتوافق مع خصائص المرحلة العمرية. يؤثر التعرض لمثل هذا المحتوى سلبًا على التطور الجنسي للأطفال ويسبب لهم القلق بشأن تطور هويتهم الجنسية. بالإضافة إلى أن مراسلاتهم مع أشخاص لا يعرفونهم على وسائل التواصل الاجتماعي تتسبب في الاستيلاء على بياناتهم الشخصية، خاصة من قبل المعتدين على الأطفال. ولهذا السبب، سيكون من الوقائي للوالدين استخدام برنامج محدث لمكافحة الفيروسات وبرامج تصفية المحتوى من أجل حماية الأطفال من هذه المحتويات الضارة والأشخاص على الإنترنت.
يعد المراهقون اليوم من بين أكثر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي نشاطًا. تزيد منشورات المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي من رغبتهم في أن يكونوا مشهورين، وجهودهم في أن تحظى بالتقدير، وشخصياتهم التنافسية وبنيتهم الأنانية. إلا أن قضاء الكثير من الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية والتركيز على منصات التواصل عبر الإنترنت يجعلهم يبتعدون عن أفراد الأسرة والأنشطة الفنية والجسدية. يسبب ذلك. وحقيقة أنهم لا يوفرون الوقت لهذه الأنشطة يحد من إبداعهم وإنتاجيتهم ومهاراتهم الحركية النفسية. ومن ناحية أخرى، فإن إهمال التمارين البدنية يعيق نموهم البدني والجلوس في نفس الوضعية طوال الوقت، مما يؤدي للأسف إلى تعرضهم لمشاكل صحية في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم ممارسة ألعاب مثل كرة السلة أو الكرة الطائرة أو كرة القدم مع أصدقائهم يجعلهم لا يلتقون بروح الفريق ويتذوقون مشاعر الوحدة والعمل الجماعي.
كما تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي سلباً على عادات الأكل والنوم لدى الأطفال. إن قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي حتى وقت متأخر قبل الذهاب إلى السرير يقلل من جودة نومهم، ويجعلهم يشعرون بالتعب في اليوم التالي، ويجعلهم غير قادرين على التركيز في الدروس ويقلل من نجاحهم الأكاديمي. ويشجعهم على تناول المزيد من الوجبات السريعة أو الأطعمة المعلبة.
وقد لوحظ في الدراسة انخفاض احترام الذات لدى المراهقين وزيادة مستويات القلق والاكتئاب لديهم بسبب زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. . يمكننا القول أن حقيقة أن المراهقين يعيشون متصلين بالإنترنت، وأنهم يواجهون ضغط الأقران، وأنهم يحاولون مكافحة التسلط عبر الإنترنت، تؤدي إلى هذا الوضع. لهذا السبب، سيكون من الأفضل محاولة التواصل معهم بشكل فعال كآباء، والتواجد معهم عندما يحتاجون إليهم، وإشراكهم في الأنشطة العائلية قدر الإمكان، وإثراء أنشطتهم الاجتماعية، والحد من وقتهم في الأنشطة العائلية. إنترنت.
إن رفع مستوى وعي الأطفال حول الجرائم الإلكترونية أمر مهم جدًا لهذه العملية. كآباء، من الضروري إخبارهم بعدم المراسلة مع الأشخاص الذين لا يثقون بهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وإخبارهم بعدم الرد على المحتوى السلبي من الآخرين، وعدم النقر على الروابط الموجودة في محتويات رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل دون المعرفة الكافية. ويجب التأكيد على أنهم يستخدمون كلمات مرور قوية في تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يشاركون كلمات المرور الخاصة بهم مع الأشخاص الذين يتواصلون معهم، ولا سيما لا يعطوا عناوينهم أو معلومات بطاقة ائتمان والديهم للأشخاص الذين يتواصلون معهم.
قراءة: 0