السلامة العاطفية

تمتد تأثيرات الشعور بالأمان العاطفي والثقة إلى نطاق واسع، بدءًا من القرارات التي نتخذها طوال حياتنا وحتى أفكارنا وسلوكياتنا وإحساسنا بالمسؤولية وقدرتنا على التعاطف وتواصلنا مع أنفسنا والناس والكائنات الحية الأخرى .

وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، فكيفية تنمية الشعور بالأمان تعتمد على بعض العوامل العائلية. سيكون من المفيد بشكل خاص للوالدين الذين يجدون صعوبة في التعامل مع الحدود تخصيص وقت لأنفسهم ومحاولة الإجابة على هذه الأسئلة.

أولًا، هل يمكنك تخصيص وقت لنفسك كوالد؟ إلى أي مدى تستمع إلى مواردك واحتياجاتك الداخلية؟

هل يمكنك حقًا البقاء في اللحظة الحالية عند قضاء الوقت مع عائلتك، أم أنك في الماضي أو المستقبل؟ هل تقف همومنا عائقاً أمام الاستمتاع باللحظة؟

هل تعرف حقاً الفرق بين وضع الحدود والعقاب وتطبيقها في حياتك؟

الحدود التي يتم وضعها حسب شخصيتك بنية الأسرة وثقافتها هي لأغراض الحماية، وهي واضحة ومتسقة أم أنها غالبًا ما تتغير مؤقتًا بدلاً من التركيز على الحاجة؟

هل يمكنك حقًا فهم العواطف؟ أم أن تجارب طفولتك الماضية تعود إليك بشكل يعطل تواصلك مع عائلتك؟

هل تخلق مساحة لتجربة المشاعر السلبية وكذلك المشاعر الإيجابية؟ ما هو مصدر تحفيزك لتطوير مهارات التنظيم العاطفي الصحي لنفسك ولعائلتك؟

إذا كنت تعتقد أن طفلك "عنيد" معك؛ سيكون من المفيد مراجعة حدودك. كلما كانت الحدود أكثر تعاطفاً وفهماً للعواطف وواضحة ومتسقة، كلما زاد ثقة طفلك بك وببيئته، وسيفهم أن الحدود الموضوعة لا تمثل تدخلاً في احتياجاته، بل هي التدابير المتخذة لحمايته. وبهذه الطريقة، سيكون قادراً على تطوير الشعور "أنا آمن". ولا ينبغي أن ننسى أن الأطفال يتعلمون من خلال المحاولة. لهذا السبب، لن تحدث عملية التعلم هذه على الفور، بل سيتم استيعاب التعلم بمرور الوقت.

الآن دعونا نفكر قليلاً؛ ما مدى ثقتك بقريبك (أقاربك) الذين يقتربون منك دائمًا بشكل ثابت وواضح؟ الشخص الذي يستمع إليك دون إصدار أحكام، يفهم مشاعرك، ولكنه يحسن أيضًا من رفاهيتك. إلى أي مدى تثق بقريبك (أقاربك) الذين يتحدثون معك أو يساعدونك بموضوعية، ويفكرون في وضعك؟ ما هو شعورك عند تطبيق الاقتراحات والتوصيات الواردة من هذا الشخص (الأشخاص)؟

فهل ستنجذب أكثر إلى مساعدة أحد الأقارب الذي يحدد أولوياته وفقًا لاحتياجاته الخاصة، يجعلك تشعرين أحيانًا أنه يتقبلك، وأحيانًا يظهر موقف الرفض تجاه نفسه؟

 

هذا بالضبط ما يتوقعه طفلك... "أحتاج إلى بالغين يمكنهم تلبية حاجتي" للفضول والاكتشاف والتعلم، دون الحكم علي، ودون التدخل في مشاعري، وذلك ببساطة عن طريق محبتي وقبولي وحمايته. "..."

 

تذكر؛ لا يمكن التدخل في السلوك دون فهم العاطفة. الطريقة لفهم المشاعر هي تخصيص الوقت لنفسك وتغذية مواردك الداخلية (الرحمة والتسامح والتعاطف).

 

قراءة: 0

yodax