أولاً، قد يكون من المفيد توضيح ما نعنيه، كأطباء، عندما نقول أن الطفل يمرض بشكل متكرر. عندما نقول "الطفل الذي يمرض بشكل متكرر" فإننا نعني الأطفال الذين لديهم أكثر من عدد من الالتهابات التي تعتبر طبيعية في مرحلة الطفولة أو الذين لديهم مضاعفات خطيرة مثل خراج الدماغ أو إفرازات الأذن المزمنة أو التهاب بين أغشية الرئة بعد عملية تنفسية علوية بسيطة عدوى المسالك. من المهم التمييز بين هؤلاء "الأطفال المصابين بأمراض متكررة" والأطفال الأصحاء الذين يعانون من حالات عدوى شائعة. لأن مسؤوليتنا، خاصة كطبيب، هي الكشف عن الأسباب الكامنة وراء الأمراض المتكررة، ثم تحديد كيفية حمايتنا، وإذا لزم الأمر، العلاج المناسب.
الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة ; وقد يتعرضون لعدوى الجهاز التنفسي العلوي 6-9 مرات في السنة. ويمكن أن يصل هذا العدد إلى 12 طفلاً يذهبون إلى الحضانة ويتعرضون لدخان السجائر. ومع ذلك، عندما يكون عدد حالات العدوى أعلى أو عند حدوث مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي المتكرر (عدوى الرئة)، أو التهابات الأذن الوسطى المتكررة، أو الالتهاب بين أغشية الرئة (الدبيلة) بعد الإصابة بعدوى خطيرة بسيطة في الجهاز التنفسي العلوي والتي ذكرتها أعلاه ، أكيد أن هناك مشكلة في جهاز المناعة لدى طفلنا (الجهاز المناعي)، فلا بد من التحقق مما إذا كان هناك مرض أم لا. ولذلك فمن المهم لأطفالنا الذين يتعرضون لمثل هذه الأحداث الخطيرة أن يستشيروا أطبائهم أولاً.
وفي ضوء الدراسات العلمية يمكننا القول: ما يقرب من نصف أطفالنا الذين يصابون بالعدوى المتكررة هم أطفال أصحاء. ما يقرب من ثلث (30٪) أطفال يعانون من الحساسية، و10٪ أطفال يعانون من اضطرابات تشريحية أو وظيفية مثل الارتجاع المعدي المريئي، والتليف الكيسي، وأمراض القلب الخلقية، والأجسام الغريبة في القصبات الهوائية، في حين أن الـ 10٪ المتبقية هم أطفال يعانون من مناعة خلقية. نقص النظام. في هذه الحالة، يجب أن تكون شكاوى المريض وخصائصه التي ستوفر أدلة حول نقص المناعة الحقيقي معروفة جيدًا ويجب إجراء التشخيص دون تأخير.
الطفل العدوى المتكررة ما هي الاقتراحات والنصائح التي تقدمها للآباء الذين لديهم أطفال يعانون من التهابات متكررة؟
اقتراحاتي للآباء الذين لديهم أطفال يعانون من التهابات متكررة أقل من ثلاثة عناوين رئيسية: أستطيع أن أجمع: عوامل التغذية والعوامل البيئية والعوامل النفسية.
من المهم جدًا التركيز على حليب الثدي في التغذية. نحن نعلم أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الستة الأولى ثم يرضعون طبيعيًا بالتغذية التكميلية حتى عمر 1.5-2 سنة، يصابون بالمرض بشكل أقل. بالإضافة إلى ذلك، أنصح أطفالنا بالابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمعبأة والمصنعة (مثل السلامي والسجق والسجق) والأطعمة السكرية قدر الإمكان. وبدلا من ذلك، أنصحهم بتناول الخضروات والفواكه الموسمية محلية الصنع. فبدلاً من إعطاء حليب البقر خلال العامين الأولين، فإن إضافة الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكفير إلى نظامهم الغذائي سيجعل أطفالهم أكثر صحة. لأن الأطعمة المخمرة ستزيد من معدل البروبيوتيك في أمعائنا وتقوي جهاز المناعة لدى أطفالنا. ومن المهم شرب الكثير من السوائل واتباع نظام غذائي متوازن.
أما العوامل البيئية؛ تتسبب البيئات المزدحمة والخانقة في حدوث الأمراض بشكل متكرر. ولهذا السبب من المهم تهوية منازلنا أو البيئات العامة بشكل متكرر مثل دور الحضانة والمدارس. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا نعرض أطفالنا لدخان السجائر. لأن خطر الإصابة بالمرض يزيد بشكل كبير عند الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر. ومن ناحية أخرى، من المهم بنفس القدر تنظيف منازلنا أو دور الحضانة أو المدارس بمنتجات غير مسببة للحساسية والابتعاد عن معطرات الجو أو المنظفات المعطرة. لقد ثبت أن قضاء الوقت بشكل متكرر في الهواء الطلق، في الحدائق، أي الانخراط بشكل أكبر في الطبيعة، يقوي جهاز المناعة لدى أطفالنا.
أما بالنسبة للعوامل النفسية، فنحن نعلم من خلال الدراسات أن جميع أنواع التوتر تضعف جهاز المناعة لدينا. لذلك، كآباء، فإن مراقبة ودعم الاحتياجات النفسية لأطفالنا ستعزز أجهزة الدفاع لديهم. ولهذا الغرض، من المهم توفير بيئة من الحب والثقة غير المشروطة التي تشجع أطفالنا على التعبير عن مشاعرهم بسهولة ودون رقابة. بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير بيئات اللعب التي تلبي مشاعر التعلم والفضول لديهم وخلق عمليات صنع القرار التي يمكنهم من خلالها أن يكون لهم رأي في حياتهم الخاصة سوف يقوي أجهزة المناعة لديهم بقدر ما يقوي العوامل الغذائية والبيئية.
ما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها لحماية أنفسنا من الأمراض وخاصة مع دخولنا فصل الشتاء؟؟
نعلم من الدراسات أن العدوى تنتقل بالفعل في الغالب من خلال الهواء المستنشق والاتصال. لقد ذكرت بالفعل التهوية المتكررة للمساحات الداخلية. خاصة عندما يكون تركيز الغبار أو السخام أو حبوب اللقاح في الجو منخفضًا نسبيًا، سيكون من المفيد تهوية الغرف بالهواء النقي الرطب، ويفضل بعد هطول الأمطار مباشرة. بالإضافة إلى ما ذكرته من قبل، لا بد لي من إضافة "غسل اليدين". لأننا ننقل معظم العوامل المعدية بأيدينا. ولهذا السبب من الممكن الحماية بشكل جدي من العدوى بمجرد غسل اليدين بشكل صحيح.
قراءة: 0