تحدثت في مقالتي الأسبوع الماضي عن أهم المشاكل التي تؤدي إلى السمنة. في مقال هذا الأسبوع أود أن أتحدث عن الاضطرابات الهرمونية والحالات السريرية التي تسبب السمنة.
مقاومة الأنسولين لسوء الحظ، فإن استهلاك الكربوهيدرات مرتفع جدًا في مجتمعنا. في بلادنا، يشكل استهلاك الكربوهيدرات 80٪ من الوجبات. وخاصة بعد تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات، يحدث إفراز مفرط للأنسولين من البنكرياس. الأنسولين هو هرمون ضروري لأنسجة الجسم لاستخدام السكر. ومع ذلك، مع زيادة استهلاك الكربوهيدرات، تحدث زيادة في الوزن ويجب إفراز المزيد من الأنسولين حتى تتمكن الأنسجة من استخدام السكر. ومع زيادة الأنسولين، تزداد نسبة الدهون في الجسم، وتزداد الشهية وتزداد الرغبة في تناول الكربوهيدرات. هذه الحلقة المفرغة تؤدي إلى تفاقم السمنة. العلاج هو تقليل الكربوهيدرات واستخدام الأدوية التي تقلل من مقاومة الأنسولين. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أهم الطرق في تقليل مقاومة الأنسولين حيث أنها تسهل استخدام السكر من قبل الأنسجة.
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ومرض السكري من النوع الثاني (السكر)؛ في الواقع، تكمن مقاومة الأنسولين في أساس هذين المرضين السريريين. ومع ذلك، هناك استعداد عائلي واضح لدى هؤلاء الأشخاص. ولسوء الحظ فإن السمنة شائعة جداً لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض، بنسبة تصل إلى 80% تقريباً. يجب فحص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات عند المرضى الذين يعانون من عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة نمو الشعر وصعوبة فقدان الوزن. هؤلاء المرضى معرضون أيضًا لخطر الإصابة بمرض السكري في المستقبل. خلال فترة الحمل بشكل خاص، يلزم إجراء مراقبة دقيقة لكل من زيادة الوزن وتطور سكري الحمل.
مرض قصور الغدة الدرقية (هاشيموتو)؛ هرمون الغدة الدرقية هو هرمون حيوي ضروري لحسن سير عملية التمثيل الغذائي في الجسم. في حالة نقص هرمون الغدة الدرقية، بالإضافة إلى العديد من الشكاوى، قد تلاحظ شكاوى مثل صعوبة فقدان الوزن وزيادة الوزن السريعة. ولذلك يجب فحص اختبارات وظائف الغدة الدرقية والأجسام المضادة للغدة الدرقية لدى المرضى الذين يعانون من السمنة. إذا كان المريض يستخدم دواء الغدة الدرقية، فيجب إجراء اختبارات الغدة الدرقية على فترات منتظمة وتعديل جرعة الدواء.
متلازمة كوشينغ: زيادة هرمون الكورتيزول في الجسم. وهو مرض يحدث بعد الإدراك. ويشكو هؤلاء المرضى من زيادة محيط البطن، والدهون في الجزء الخلفي من الرقبة، وترقق الساقين والذراعين. خاصة عند هؤلاء المرضى الذين يعانون من مشاكل في توزيع الدهون، قد تلاحظ أن وجوههم منتفخة (وجه القمر). لديهم خطوط أرجوانية على أجسادهم، وخاصة في منطقة البطن. يجب بالتأكيد فحص المرضى الذين يعانون من مثل هذه الشكاوى بحثًا عن متلازمة كوشينغ.
استهلاك الكحول؛ تعتبر السمنة، وخاصةً الدهون في منطقة البطن، شائعة جدًا لدى الأشخاص الذين يستهلكون الكحول بشكل مفرط. تناول الأطعمة الدهنية مع الكحول يزيد من زيادة الوزن. يجب تقليل استهلاك الكحول أو حتى إيقافه في علاج السمنة.
الأدوية؛ يمكن أن تسبب الأدوية المختلفة المستخدمة خلال العلاجات المختلفة زيادة في الوزن. على سبيل المثال، حبوب وحقن الكورتيزون، والأنسولين، وبعض أدوية مرض السكري، والأدوية المستخدمة لعلاج بعض الأمراض النفسية تسبب زيادة الوزن. في المرضى الذين يستخدمون هذا النوع من الأدوية، يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء العلاج. إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن، فيجب النظر في بدائل الأدوية ذات التأثيرات الأقل في فقدان الوزن.
الاكتئاب والاضطرابات النفسية؛ لسوء الحظ، يتم ملاحظة اضطرابات الأكل بشكل متكرر لدى بعض المرضى الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب. . بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الأمراض يمكن أن تسبب السمنة أيضًا. يجب علاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأكل والاضطرابات النفسية بشكل مناسب.
نقص فيتامين د; عند الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د، تزداد مقاومة الأنسولين مع الضعف والتعب. ولهذا السبب قد يكون من الصعب على الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د) إنقاص الوزن.
في الواقع، يمكن توسيع هذه القائمة إلى أبعد من ذلك. ومع ذلك، يمكن تصنيف الأمراض الرئيسية التي تسبب السمنة بهذه الطريقة. من المبادئ الأساسية في عالم الطب أنه "لا يوجد مرض، إلا المريض". يجب تقييم الأسباب الكامنة وراء السمنة لدى كل شخص ويجب وضع خطط العلاج وفقًا لذلك. وفي مقالتي القادمة سأتحدث عن الأخطاء الغذائية التي تؤدي إلى السمنة.
أتمنى لكم أياماً صحية.
قراءة: 0