الأطفال الذين يتم معاملتهم باستمرار مثل البالغين

بالمقارنة مع الفترة السابقة، فإن تسارع الأحوال الحياتية والمعيشية وزيادة عدد المهام التي يتم القيام بها خلال اليوم أثرت أيضًا على العلاقات الإنسانية. إن الأجيال التي تستمع بشكل أقل، وتتواصل بشكل أقل بالعين، وأقل صبرًا، تكبر في هذه الفترة. بمعنى آخر، أثر تسارع الزمن أيضًا على سلوك الإنسان في هذه الفترة. ولذلك انخفض الوقت الذي يقضيه الأفراد على بعضهم البعض مقارنة بالماضي، وبالتوازي انخفض أيضًا الوقت الذي يقضيه الآباء على أبنائهم.

وفي ضوء هذه المعطيات، فإنه في الواقع من الأسهل على الآباء أن يتصرفوا مثل البالغين، لأنه ليس لديهم الوقت الكافي في عملية نمو الأطفال، وعندما ينزعج ينسى أن الأطفال أطفال ويعاملهم مثل البالغين.

على سبيل المثال، بعد حدث صعب على الأطفال ويصعب عليهم، يجب على الآباء تقديم الدعم الكافي لأطفالهم، ولكن ما يقولونه للأطفال هو جمل مثل: "يا بني، لقد كبرت الآن، لا تبكي" أو "الأطفال يبكون، امسحوا دموعكم". نحن نرى. إنهم يشيرون ضمنيًا إلى أن البكاء هو نقطة ضعف لدى الأطفال، لأنه لكي يكبر الأطفال، لا ينبغي عليهم البكاء والتصرف مثل البالغين. أو جمل مثل "عندما كنت بعمرك... فعلت هذا..." بدلاً من دعم الأطفال، يزيدون الضغط عليهم والأطفال يقارنون أنفسهم باستمرار. لكن كل ما أرادوه هو أن يتم فهمهم بالتوازي مع ما يجلبه عمرهم، وإذا لم ننسى أن العملية التي نسميها الطفولة هي عملية التعرف على البيئة، فإننا نترك عبئا قد لا يستطيعونه. لتحمل المسؤوليات التي نوكلها إليهم.

وتدعم هذه العملية بشكل خاص حقيقة أننا في عصر المعلومات. وبما أن الأطفال ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية لفهم وانتقاد سلوك البالغين، فإنهم يقلدون السلوكيات التي تتجاوز أعمارهم بكثير. وحقيقة أن أطفالنا يرون العديد من نماذج الكبار على الشاشة تساهم في هذه العملية. تبدأ الفتيات في وضع المكياج، وارتداء الكعب العالي، والتحدث مثل البالغين، ويبدأ الأولاد في مشاهدة المسلسلات التلفزيونية والأفلام العنيفة التي يشاهدها آباؤهم ويتخذون الممثلين فيها عارضين. ي فالطفل الذي لا يستطيع أن يمر بالعمليات النفسية التي يتطلبها التطعيم في الوقت المناسب يصبح بالغاً دون أن يعيش طفولته. وإذا استمر هذا الوضع فإن احتمالية حدوث اضطرابات في الشخصية لدى الأفراد تزداد في المستقبل.

ونتيجة لذلك، دعونا لا ننسى أن أطفالنا لم ينضجوا بعد مثلنا وهم بطبيعة الحال يحاولون تجربة ما

قراءة: 0

yodax