أثناء السفر بالطائرة، يعاني مرضانا في أغلب الأحيان من شكاوى في منطقة الأذن والأنف والحنجرة. والسبب في ذلك هو أن ضغط الهواء يتناقص مع زيادة الارتفاع بعد إقلاع الطائرة. ويفسر ذلك قانون بويل، أحد أهم قوانين الفيزياء. وكما تعلم فإن قانون بويل هو "إن ضغط وحجم الغازات عند درجة حرارة متساوية يتناسبان عكسيا." وبعبارة أخرى، مع زيادة الارتفاع، ينخفض ضغط الهواء وتتحرك الغازات المساوية لمستوى سطح البحر نحو منطقة الضغط المنخفض.
الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة وهناك مناطق مليئة بالهواء موزعة على مناطق تشريحية مختلفة في المنطقة. وتقع هذه في الجيوب الأنفية داخل عظام الأذن الوسطى. السبب وراء كون هذه التجاويف المملوءة بالهواء على هذا النحو هو أنها تمكن رؤوسنا من أن تكون أخف كتلة وتمكن الأعضاء التي توجد فيها من أداء وظائفها الفسيولوجية الطبيعية. بعبارات بسيطة، تمامًا كما أن الجزء الداخلي من كرة القدم مملوء بالهواء وخفيف، فإن وظيفة المساحات الأخرى المملوءة بالهواء مثل الجيوب الأنفية في رأسنا هي نفسها. يمكننا ببساطة تقسيم الأعضاء، وهي عبارة عن مساحات مملوءة بالهواء في عنق الرأس، إلى قسمين. هذه هي الأذنين والجيوب الأنفية.
بالنسبة لتجويف الجسم ذي الجدران العظمية مثل الأذن الوسطى والجيوب الأنفية، فالمعنى هنا هو أن ضغط الهواء في هذه التجاويف يتوافق مع الضغط البيئي أثناء الطيران. بمعنى آخر، مع انخفاض الضغط مع ارتفاع الطائرة أثناء الرحلة، يمكن للضغط المرتفع في هذه المساحات أن يفلت بسهولة ويصبح مساويًا للضغط المحيط. على سبيل المثال، تتمدد الغازات في مكان مغلق على ارتفاع 4000 متر مرتين تقريبًا.
اليوم، في الطائرات الحديثة، يظل ضغط المقصورة ثابتًا طوال الرحلة بأكملها. ولكن يتم ضبط ذلك وفقاً للضغط على ارتفاع 2500 متر تقريباً، وليس عند الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر. فبينما يسافر الركاب مسافة 10 كيلومترات أعلاه خلال الرحلة، يتم ضبط الضغط داخل الطائرة على الضغط الموجود على ارتفاع 2500 كيلومتر أعلاه. أثناء صعود الطائرة، يخرج الهواء المتبقي في الأذن من منطقة الأنف عبر قناة استاكيوس، ويخرج الهواء الموجود في الجيوب الأنفية عبر فتحات الجيوب الأنفية المفتوحة في الأنف.
في في هذه الحالة، فإن الثقوب التي توفر تبادل الهواء هذا في آذاننا وداخل أنفنا وفي منطقة الأنف تسبب الانسداد لا ينبغي أن يكون لدينا أي مرض على الإطلاق. إذا صعدنا على متن طائرة ونحن مريضون قليلاً أو نعاني من مرض يسد الجهاز التنفسي العلوي، مثل البرد أو الأنفلونزا، فقد نواجه شكاوى مثل الألم الشديد حيث لا يمكن معادلة الضغط في هذه المساحات الهوائية بسهولة.
لذلك قد يكون لدينا اضطراب في منطقة الأنف والأذن والحنجرة فإذا كنا سنسافر وهناك وقت فيجب علينا الحصول على الاستشارة والعلاج والأدوية من طبيب مختص.
قراءة: 0