فترة المراهقة; إنها فترة انتقالية من الطفولة إلى مرحلة البلوغ تشمل تغيرات جسدية وعاطفية واجتماعية سريعة. أظهرت الدراسات أن مرحلة المراهقة تحدث بين سن 10 و 19 عامًا. ومع ذلك، عندما نأخذ في الاعتبار الاختلافات الاجتماعية بين البلدان، يمكننا أن نلاحظ أن هذا العمر يمكن أن يصل إلى 24 عامًا. يمكننا تصنيف فترة المراهقة إلى مبكرة، ومتوسطة، ومتأخرة.
المراهقة المبكرة وتحدث بين سن 10 و14 عامًا. غالبًا ما يعاني الأطفال في هذا العمر من تغيرات جسدية وسلوكية شديدة. وبينما يقضون المزيد من الوقت مع زملائهم في مرحلة الطفولة، فإنهم يبدأون في الاهتمام بالجنس الآخر خلال هذه الفترة. إنهم يتوقعون أن يحظىوا بالتقدير والموافقة والحب والإعجاب من قبل أصدقائهم.
إنهم يريدون تحدي السلطة ووضع قواعدهم الخاصة. بسبب عقليتهم الأنانية، فإنهم يتفاعلون بقسوة مع النقد ويتعارضون مع دوائرهم المقربة. إن التغير في بنيتهم البيولوجية، وسرعة عمل هرموناتهم، وزيادة دوافعهم، يتسبب في تقلب عوالمهم العاطفية. ومن وقت لآخر، يواجهون مواقف مثل الانطواء، وعدم القدرة على التحكم في غضبهم، والقلق والقلق. وفي حين أن هذه المظاهر تكون شديدة لدى بعض المراهقين، إلا أنها تظهر بشكل خفيف لدى آخرين.
مرحلة منتصف المراهقة؛ وتتم بين سن 14 و19 عامًا. خلال هذه الفترة، يبدأ المراهقون في التشكيك في هوياتهم الجنسية، حيث أن اهتماماتهم الكبرى هي مظهرهم. إن شدة حوافزهم الجنسية تجعلهم يواجهون صراعات حول ميولهم الجنسية. لكن هذا الاضطراب الروحي لا يعني أنهم سيهتمون بزملائهم في المستقبل. وهذا التناقض طبيعي، فالمراهقة هي فترة البحث عن الهوية الجنسية. من المهم جدًا أن يظل الآباء هادئين في مثل هذه الحالة. قد يؤدي موقفهم القمعي والمتلاعب إلى نمو أطفالهم في الاتجاه المعاكس. لذلك، في هذه العملية، سيكون من الأفضل لأطفالهم قبول أنهم يحاولون العثور على هوية جديدة والسماح لهم بإكمال بحثهم عن الهوية. ص> <ص> فائدة أخرى لهذه الفترة هي أن المراهقين يتعرفون على مفهوم التفكير المجرد. وهكذا يحاول المراهقون تقييم الأحداث من وجهات نظر مختلفة، والتخطيط للمستقبل، ومعرفة أدوارهم الاجتماعية في المجتمع. يركزون على مفاهيم مثل الفلسفة والدين والسياسة والموت. إنهم يسعون جاهدين لاكتساب السمات الذاتية والشخصية، ليصبحوا مستقلين عن والديهم، ولجعلهم يقبلون أنهم أفراد مختلفون.
فترة المراهقة المتأخرة؛ وتبدأ بعد سن 19 عاماً وتنتهي باندماج الشعور بالهوية. في هذه الفترة يكون الأفراد قد أكملوا بحثهم عن الهوية واختيار المهنة التي تناسب شخصياتهم وإقامة علاقات وثيقة مع بيئتهم.
يقول إريك إتش. إريكسون، أحد المنظرين الذين قدموا التفسيرات الأساسية حول الهوية، أن تطور الشخصية يستمر طوال الحياة، وأن الأفراد يواجهون صراعًا يتعين عليهم التغلب عليه في كل حياة. فترة النمو، وكون هذه الصراعات مهمة في اكتساب الهوية، يمثل نقطة تحول. لهذا السبب، يمكننا القول أنه من الطبيعي أن يعاني المراهقون من أزمة هوية، وأن يكون لديهم صراعات مع بيئتهم، وأن يرغبوا في الاستقلال عن والديهم. ومع ذلك، إذا عاش بعض المراهقين هذه الأزمة بشكل مكثف، وإذا أصبحت الصراعات الأسرية خارجة عن السيطرة، أو إذا كانوا يميلون إلى إيذاء أنفسهم أو الانتحار، فإن هذا الوضع يتحول إلى "ارتباك الهوية".
ارتباك الهوية؛ فهو يتسبب في مواجهة الأفراد لمشاكل عقلية أكثر خطورة مثل الاكتئاب واضطرابات الشخصية واضطرابات الأكل. في مثل هذه الحالة، سيساعد الآباء في الحصول على دعم الخبراء، والتعامل مع أطفالهم بتعاطف، وطمأنينة، ودعم، ومحاولة فهمهم دون إصدار أحكام.
قراءة: 0