لماذا يُحب الصعب ولماذا يُشتهى الصعب؟

يعتبر الحب مرضًا. عندما يقع الشخص في الحب تظهر عليه أعراض جسدية ونفسية. تحدث آلام في البطن، واضطرابات في ضربات القلب مثل عدم انتظام دقات القلب، واضطرابات النوم، والأفكار الوسواسية، والإدمان على الشخص والأفكار المشبوهة (جنون العظمة). وعلى الرغم من أن هذه الأعراض لا تدوم طويلا، إلا أنها تظهر بشكل متكرر أكثر في الأشهر الأولى من العلاقة أو أثناء عملية تكوين العلاقة، أي في المرحلة التي نسميها المواعدة.

لماذا تكون هذه الأعراض أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين من المحتمل أن يشعروا بمشاعر مثل الضيق والتوتر والألم، حتى عندما تكون الأمور صعبة ويصعب حدوثها؟ ومن المتوقع أن يطرح العديد من الأشخاص هذا السؤال على أنفسهم أو على من حولهم عدة مرات. السبب يعيدنا إلى طفولتنا.

التمني لما هو صعب، والرغبة في ما هو صعب، وإنهاء الرغبة والطلب عند خلق الشيء الذي يعتقد أنه صعب، يعود إلى أسباب عديدة . بعض الصدمات في طفولتنا تسبب هذا. عندما يتم ذكر الصدمة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الأحداث التي من شأنها أن تسبب ضغوطًا خطيرة بعد الصدمة، مثل الموت أو الخسارة أو سوء المعاملة. أما الصدمة فهي أي شيء يغير مشاعر الطفل وأفكاره في ذلك الوقت وتنعكس عملية التغيير هذه على السلوك.

 

ذو خبرة في مرحلة الطفولة؛

 

غيرة الأشقاء،

وجود والد نرجسي،

تحميل الطفل المسؤولية الزائدة،

في الصدمات العائلية مثل وجود صوت مرتفع أو خلافات في العلاقات

العلاقة مع الأم والحليب الذي تقدمه الأم في الفترة العمرية 0-2.

الإساءة العاطفية التي يتعرض لها الشخص في الفترة العمرية من 0 إلى 6 سنوات.

وتنعكس سلباً على شريك الشخص أو علاقاته الاجتماعية في المستقبل.

 

يُعتقد أن علاقات الصداقة، وخاصة علاقات الشركاء، والعلاقات مع الأشخاص الذين يعتبرهم مستبدين، ستكون صعبة بشكل عام. قد يرغب هؤلاء الأشخاص في جلب هذه الفوضى إلى حياتهم من أجل استعادة فوضى الطفولة. لماذا يريد أي شخص أن يعيش صدمته؟ تستطيع أن تقول. السبب الرئيسي لذلك هو الصدمة. ما يذكرنا بالصيد هو أن هذه الصدمة لم يتم حلها. كل صدمة لم يتم حلها ستجدنا بنفس المشاعر. يمكننا أن نسمي هذه نبوءة ذاتية التحقق.

تخيل أن كل ما يريده الطفل يتم تحقيقه أو أن الأشياء التي يطلبها الطفل تأتي إلى الوجود بسرعة. بعد أن يكون لديه أخ، عندما تبدأ رغبات هذا الطفل في التحقق ببطء أكثر، أو ربما لا تتحقق، ولا تتم رؤية مشاعره ورغباته كما كانت من قبل، تظهر العديد من المشاعر والأفكار مثل الشعور بعدم القيمة، والفكر عدم كونه محبوبًا، وتتشكل المنافسة مع أخيه، ويتشكل الطموح.

عندما يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة والبلوغ قد يلجأ إلى الأشياء التي يعتقد أنها ستكون صعبة عليه أو إقامة علاقات مع أشخاص سيواجه معهم مشاكل. رغبات مثل تلك الأشياء التي طلبها عندما كان طفلاً والصدمة يمكن أن تذكره بنفسه وتجعله يعيش مرة أخرى ما لم يتمكن من الحصول على غرضه. ولاحقاً، عندما يخلق في حياته هذه الظاهرة التي يطلبها ويرغب فيها، يمكن أن تنخفض الحاجة إليها بسرعة. في الواقع، ما يتم تحقيقه ليس حبيبًا أو صديقًا أو صديقة، ما هو مرغوب فيه أو مطلوب هو مجرد شيء يخلق جسرًا يجعل الشخص يعاني من الصدمة.

 

سبب كتابة هذا المقال هو أنني أستطيع أن ألاحظ أن الأشخاص الذين يواجهون مثل هذا السلوك أو المشاعر في العلاقات الاجتماعية أو العلاقات الشريكة يميلون إلى رؤية أنفسهم على أنهم لا قيمة لهم أو غير مرغوب فيهم أو غير محبوبين. ومع ذلك، إذا فتحت نافذة صغيرة ورأيت أن الطرف الآخر لديه طفولة طويلة، فسوف يتوقف عن رؤية هذه التجارب على أنها هجوم على نفسه. سيكون هذا الرأي أداة لتحقيق وعي قوي وتحسين احترام الذات. تذكر أنه إذا لم يتم حل صدمات الطفولة، فإن الشخص الذي تراه عند النظر في المرآة لن يكون أنت، الشخص البالغ الذي أنت عليه الآن، بل هو جزء منك ومن والديك.

 

قراءة: 0

yodax