بالطبع كل والد يحب أطفاله كثيرًا ويفعل كل شيء من أجلهم، ويضحي بنفسه من أجل رفاهيتهم، ويتخلى عن احتياجاته الخاصة ليعطي أطفاله ما يريدون، واليوم، للأسف، الآباء يعملون بجد أكبر ويجتهدون لتربية أطفال أكثر سعادة وثقة بالنفس..
لقد أصبح الأطفال أفرادًا لديهم توقعات عالية، ويتمتعون بحماية زائدة، ولا يستطيعون تحرير أنفسهم أو التواصل الاجتماعي، ولكنهم يفعلون تقريبًا أي شيء يقولونه. تفعل الأسر ما تشاء في إعطاء أبنائها ما لا يملكون، تجنباً لإيذائهم أو حرمانهم، وعدم إحراجهم بين أصدقائهم. ولا يمكن للوالدين العاملين بشكل خاص أن يقولوا لا لإظهار الحب لأطفالهم من أجل قمع الشعور بالذنب لعدم قدرتهم على توفير الوقت لأطفالهم.
إذا قال الوالدان أولاً "لا" ثم قالا " "نعم" لسلوك الطفل غير الممكن في تلك اللحظة. سيتعلم الطفل أن المثابرة تؤتي ثمارها. فإذا قلنا لا وتراجعنا خطوة إلى الوراء عندما يبكي الطفل ويصرخ ويؤذي نفسه أو البيئة فإننا نكافئ الطفل على هذه السلوكيات السلبية وتتعزز هذه السلوكيات السلبية. لاحقًا، سيجرب الطفل هذه الأساليب التي نجحت معه من قبل، لكل سلوك نقول لا له.
إنها لا تقل أهمية عن وضع القواعد ومدى امتثالنا لها كآباء. لأن الأطفال يقلدون وينفذون ما نفعله وليس ما نقوله. فالوالد الذي يريد لطفله أن يكون ناجحًا ويدرس ويقرأ الكتب، لا يمكنه أن يضع قواعد أو يفرضها على الطفل إذا كان يشاهد المسلسلات التلفزيونية باستمرار أو يقضي معظم وقته أمام الكمبيوتر والهاتف.
إذن ماذا يجب أن نفعل؟
<الخطوة الأولى هي أن تكون والدًا حازمًا ومتسقًا.
يجب ألا تستسلم في مواجهة بكاء طفلك أو صراخه أو نوبات غضبه، ولا يجب أن تعلميه أنه يستطيع تحقيق رغباته بهذه الطريقة.
يجب أن تعلميه أنه ليس كل رغبة وسوف تتحقق الحاجة على الفور.
يجب عليك وضع حدود عادلة وثابتة. ويجب أن تكون صالحة في كل مكان.
إن النشأة في أسرة منظمة ذات قواعد وتنفيذ ما هو متوقع منها في المجتمع أمر مهم لإعداد الطفل للحياة.
يجب أن نظهر حبنا واهتمامنا لأطفالنا، ليس من خلال شراء ألعاب باهظة الثمن أو القيام بكل ما يريدون، ولكن من خلال قضاء وقت ممتع معهم.
يجب ألا ننسى أن الأطفال يحتاجون إلى عائلة يمكنها إظهار الحب ووضع قواعد ثابتة.
أطفالنا سعداء، لغدٍ سعيد…
قراءة: 0