اللعبة هي بروفة للحياة. إنه مورد غير محدود ندرس منه عواطفنا، باختصار، نكرر باستمرار ونتعلم تجربة الحياة التي نعيشها، خلال الفترة التي نبدأ فيها لأول مرة في فهم الحياة، عندما نصبح تدريجيًا على دراية ببيئتنا ونفسنا.
لقد كان هذا المصدر السحري والهادف لنا موضوعًا للعديد من الدراسات العلمية، وقد تبين أن اللعب جزء من حياتنا، ليس فقط في مرحلة الطفولة، بل أيضًا منذ الأشهر الأولى من ولادتنا. . لاحظ بوهلر وهيتزر (1926) في دراستهما أنه حتى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 4 أشهر يقضون 9% من ساعات يقظتهم في اللعب. ومن بين النتائج أيضًا أنه كلما زادت خبرتنا في العالم، أصبحت هذه الفترة أطول. في الواقع، خلال العامين الأولين، عندما يكتسب الطفل القوة البدنية، تبدأ الألعاب التي تعتمد على العضلات في اللعب. مثل محاولة الطفل الوصول إلى الأشياء التي يمكنه لمسها، فيمسكها ويهزها ويرميها في النهاية. عزيزي الأهل، في هذه المرحلة، قد تعتقدين أن "طفلي بدأ يرمي كل شيء، وأتساءل عما إذا كانت هناك مشكلة" أو "إنه بالفعل سلوك متوقع في هذه المرحلة، كما تقول المصادر". إنها في الواقع حاجة أساسية بسيطة للغاية يجب أن نتذكرها: الحاجة إلى قدر ضئيل من الاكتشاف في كل خطوة نتخذها نحو النمو والاستقلالية، ويمكننا أيضًا أن نطلق على هذا "اكتشاف الذات". وفي الوقت نفسه، فإن السعادة الناتجة عن القدرة على القيام بذلك والرغبة في إظهار ذلك للوالدين تمكن من أداء هذه الحركات بشكل متكرر؛ كما أنه يشير إلى أن البيئة واعية ومهتمة. وفي الفترة حتى سن 3 سنوات، تستمر ممارسة الألعاب باهتمام متزايد، مع المساهمة في النمو البدني والعقلي. ثم يتحول الاهتمام بلعبة واحدة إلى اهتمام بالعديد من الأشياء المختلفة، ويبدأ اللعب الرمزي، أي الألعاب السلوكية الموجهة نحو الأدوار، في حياة الطفل. عندما يجمع الأطفال بين كونهم مراقبين جيدين والقدرة على التقليد، يظهر جانب شفاء للغاية من اللعب الرمزي. دراسة العمليات العاطفية ومحاولة إنتاج حلول باستخدام الخيال...
تستمر مهارات الترميز في التطور بما يتناسب بشكل مباشر مع العمر. يمكننا أيضًا أن نرى آثارًا للعب الرمزي لدى الأطفال دون سن 3 سنوات، ولكن هذه الفترة يكون فيها التواصل اللفظي محدودًا. على سبيل المثال مثل وضع شيء ما بيده على أذنه وقول "مرحباً"... ومع تقدمنا في السن، تبدأ بالظهور ألعاب أكثر تعقيداً تعتمد على التواصل اللفظي. (مثل أن تكون مدبرة منزل، أو طبيبة، أو معلمة، أو رجل إطفاء، وغيرها). بالإضافة إلى ذلك، يبدأ تأسيس الألعاب التي تدعم الإبداع والخيال، وذلك باستخدام مواد وألعاب مختلفة معًا؛ - مثل التظاهر ودمج الشيء في اللعبة بطريقة تختلف عن الغرض منه... يأخذ الطفل موقفاً صراعياً ومواقف عائلية وبعض الخطابات والسلوكيات في التدفق اليومي، بمعنى آخر، كل التجارب التي يمر بها. يلاحظها ويعكسها في الخارج، أي في اللعبة. نحن نرى العالم من خلال عيون الطفل أثناء اللعب...
هناك اندفاع كبير، خاصة في فترة رياض الأطفال عندما يجتمع الأطفال مع أقرانهم، في مرحلة إعداد الألعاب. هناك بحث عن مساحة حيث يمكن للجميع أن يرووا قصصهم ويعكسوا تجاربهم الخاصة. وبطبيعة الحال، من الصعب فتح هذا الفضاء في فترة التمركز حول الذات. أثناء توزيع الأدوار، يمكنك أن ترى بشكل خاص أن الأصوات أصبحت أعلى وأقوى، ولهذا السبب غالبًا ما يكون من الصعب بدء المسرحية. لأن كل شخص يحاول أن يلعب تجربته الخاصة، بقدر ما يعرف نفسه، وفي بعض الأحيان عندما يواجه هذه الاختلافات، تصبح تجربة متضاربة ولكنها مفيدة للطفل. أحيانًا تكون السعادة، وأحيانًا خيبة الأمل، وأحيانًا القلق، أو الرغبة في إثارة إعجاب زملائك من خلال جلب شيء تعلمته للتو إلى اللعبة، والإثارة الناتجة عن القدرة على القيام بذلك والجهد لإثبات نفسك والحصول على الاستحسان.. باختصار، نحن نرى مجمل التجارب التجريبية قبل وأثناء اللعبة.
ومن ناحية أخرى، يعتبر اللعب غير الموجه ذا قيمة كبيرة. إذا شاركت في اللعبة التي ابتكرها الطفل وخطط لها بناءً على خياله الخاص، فهذا يوضح في الواقع مدى ثقته بك لفتح عالمه الخاص. ولهذا السبب فإن مكان اللعب الرمزي مهم في العلاج باللعب. فبينما تكون الكلمات مصدرًا لنا في جلسة العلاج النفسي مع شخص بالغ، فإن لغة اللعب تبدأ بالتحدث في جلسة مع طفل. لأن اللعب لديه الكثير ليخبرنا به عن عالم الطفل الداخلي وعواطفه وصعوباته وبيئته ونفسه...
قراءة: 0