إن كونك أحد الوالدين هو رحلة طويلة يتم فيها مراعاة الاحتياجات المختلفة لكل فترة زمنية، وتتطور طرق مختلفة للتصرف تجاه الأطفال، وما هو الأفضل بالنسبة لهم (!) يخضع للتغيير المستمر. بسبب الحروب والأوبئة والفقر التي استمرت حتى منتصف القرن العشرين، بذل الآباء جهودًا في المقام الأول لضمان بقاء أطفالهم على قيد الحياة وتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء/الملبس. وقد تمت هذه العملية في السبعينيات مع إنقاذ الأجواء السياسية دون أي ضرر والتكيف مع النظام العالمي النامي في الثمانينيات. منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم استبدال النضال من أجل البقاء بـ "العيش بدلاً من ذلك" من أجل تربية أطفال مثاليين في عالم تنافسي. لقد تم إنشاء عالم مليء بالأشخاص الذين أصبحوا أكثر وأكثر حماية بسبب اعتقادهم بأن العالم هو مكان غير آمن، وحتى اتخاذ القرار نيابة عنهم، والقيام بكل ما يتعين عليهم القيام به، وتحمل جميع المسؤوليات، وتحمل جميع العواقب، باختصار، "الإفراط في تربية الأبناء".
عندما أقول يجب أن أكون أيها الوالد الصالح، يجب أن يكون طفلي سعيدًا دائمًا وليس حزينًا، يُمنع الأطفال من التعلم عن طريق الاستكشاف، وتثبط حماستهم للتعلم عن طريق التجربة، ولا تتاح لهم فرصة الاختيار، ولا يبذلون أي جهد في نظام حيث فالأفضل يحدده آباؤهم بالفعل، وقد ظهر جيل لا يجد الأمر يستحق القيام به، ولا يستطيع تحمل المسؤولية، ولا يستطيع أن يفرد نفسه، ويواجه صعوبة في اتخاذ القرارات، ولا يستطيع تلبية احتياجاته الشخصية. على الرغم من أن العائلات تعتقد أنها تفعل ذلك من أجل أطفالها بكل نواياها الطيبة، إلا أنها تؤثر دون قصد على نمو شخصيتهم بشكل سلبي، وفي الواقع تعطي رسالة "أنت غير مناسب، لا يمكنك النجاح".
الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل المسؤوليات ولا يمكنهم اتخاذ قراراتهم الخاصة للتعبير عن أنفسهم لأنهم يشعرون بأنهم تحت المراقبة والضغط المستمر، كما أنهم يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم ولا يمكنهم إظهار ذواتهم الحقيقية. صعوبة اتخاذ القرارات والتعبير عن أنفسهم في البيئة التي يدخلونها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الثقة بالنفس واضطرابات القلق والاكتئاب مع مرور الوقت. بغض النظر عن العمر، الآباء يعتمدون، وينتقلون إلى مرحلة البلوغ كأفراد يواجهون صعوبات في المجالات الاجتماعية ويواجهون صعوبة في الحفاظ على حياتهم.
ما الذي يمكن فعله لتجنب "الإفراط في التربية" ولمساعدة أطفالنا على أن يصبح فردًا مستقلاً؟ p>
-
الثقة بهم
-
قبول أنهم أفراد، والسماح لهم بالتعلم من خلال التجربة،
-
منحهم الوقت لتحمل مسؤولياتهم، وما يحتاجون إلى القيام به، وترك الواجبات المنزلية/ترتيب الغرفة/الملابس واختيار الطعام وما إلى ذلك لهم،
-
تقديم الدعم لهم التشجيع، والسماح لهم بارتكاب الأخطاء وتجربة عواقب أخطائهم،
-
عدم المساعدة إلا إذا أرادوا ذلك، وترك الخيار لهم عند تقديم الاقتراحات،
-
عدم اتخاذ القرارات نيابةً عنه، بل مجرد الإرشاد
-
جعله يشعر أنك تحبينه وأنك بجانبه دائمًا لا مهما...
قراءة: 0