وضع حدود وقواعد لطفلك

وضع القواعد والحدود للأطفال حاجة نفسية وتنموية لصالح الطفل. من أجل صحة الطفل العقلية والجسدية وتناغمه الاجتماعي، يجب عليه أن يعرف حدوده ويلتزم بالقواعد. وفي هذا الصدد، يعتبر أسلوب الوالدين في غاية الأهمية.

ولا ينبغي التعامل مع الطفل بطريقة تطفلية أكثر من اللازم، ولا ينبغي التوقف عن سلوكياته التي لا تشكل أي خطر نفسي أو جسدي. وإلا فإننا سنثبط حماسة الطفل للفضول والاستكشاف والفردية، ونضر بالعلاقة الآمنة والوثيقة مع الطفل. إخبار الطفل بالتوقف بشكل مناسب ووضع القواعد والحدود؛ يجعل الأطفال يشعرون بالأمان والقيمة. يزيد من دافعية الأطفال للالتزام بالقواعد الاجتماعية والتحكم في اندفاعاتهم والتعاون والاستكشاف وتحمل المسؤولية وتصحيح أخطائهم. عندما لا نوقف الطفل أبدًا ونضع له حدودًا؛ تزداد احتمالية الاستبعاد والصراع وردود الفعل السلبية في المنزل وفي المجتمع.

في مجتمعنا، من المرجح أن يواجه بعض الأطفال صعوبات في وضع القواعد والحدود. عندما ننظر إلى خصائص الأطفال المعرضين للخطر؛

كونهم الحفيد الأول للأسرة،

أن يولدوا متأخرًا أو من خلال المساعدة على الإنجاب،

يعانوا من تجربة حالة تهدد الحياة أثناء الحمل أو الرضاعة،

الإصابة بمرض جسدي مزمن،

وفاة أحد الأخوة قبله/ها،

العيش في عائلة كبيرة ,

نواجه كلا من الأم والأب عوامل مثل العمل،

والديه مطلقان أو يعانيان من فقدان أحد الوالدين،

وهو نشيط وغير صبور , عنيد.

ما الذي يجب أخذه في الاعتبار عند تحذير الأطفال؟

الأطفال مراقبون جيدون للغاية، فهم يلاحظون بسهولة من يقول توقف ومتى، وفي أي المواقف تتغير القواعد، ومن يطيع القواعد ومن لا يفعل ذلك، وما يفعله يمكن أن يتجاوز القواعد. الأفعال التي نتخذها أكثر تأثيرًا على الأطفال من ما نقوله. فإذا طبقنا السلوكيات التي نتوقعها من الطفل في حياتنا، ففي أغلب الأحيان لن تكون هناك حاجة حتى للتحذير.

إذا ضربت طفلك عندما لا يفعل ما تريدينه سيحاول الحصول على ما يريد عن طريق الضرب عندما لا يكون ما يريده. عندما تضع بعض العائلات قواعد لأطفالها، فإنهم يشعرون بمخاوف مثل "إذا كان لا يحبني، إذا أصبح مضطربًا نفسيًا، إذا فقد الثقة بالنفس، إذا أصبح غير سعيد". لكن بالغ فرغم أننا مواطنون، إلا أننا نتعثر عندما ندخل إلى مجتمع لا نعرف قواعده. يعاني الأطفال أيضًا من الارتباك وانعدام الثقة عندما لا يضع الآباء القواعد أو عندما تتغير القواعد بشكل متكرر. يؤثر هذا الوضع سلباً على العلاقة مع الآخرين، وخاصة العلاقة مع الوالدين، وقد يتسبب في تعرض الأسرة لمواقف خوف دون أن تدرك ذلك ويتسبب في إيذاء الطفل.

يرغب الأطفال في القيام بذلك ما يريدون، أن يحصلوا على ما يريدون على الفور ولا يعيقهم أحد. ولأنهم صغار، فإنهم يجدون صعوبة في تأجيل رغباتهم، والانتظار، وإدارة الغضب، والتعبير عن الذات. ولذلك، عندما يحاولون إيقافهم، فإنهم يحاولون الحصول على ما يريدون بالبكاء، أو الضرب، أو الصراخ، أو رمي الأشياء، أو ضرب أنفسهم أو الآخرين. كوالد، ضع في الاعتبار عمر الطفل ومستوى نموه وسماته الشخصية وتجاربه السابقة مع الطفل وتصرف بشكل مناسب. على سبيل المثال، بدلًا من "لا، لا يمكنك شرب الكولا"، يمكنك أن تقول بهدوء: "شرب الكولا ليس صحيًا بالنسبة لك، لذا لا يجب أن تشربه، إذا أردت، يمكننا عصر عصير البرتقال ونشربه". معاً." إذا لم يقبل الطفل فلا تدخل في عناد متبادل أو جدال أو مساومة. يجب أن تكون جملك قصيرة وواضحة وواثقة وحازمة، وليست غاضبة أو متوسلة. أثناء قيامك بتقديم معلومات وأمثلة مفصلة ومعقولة ومنطقية ومقنعة، قد يفكر طفلك فيما يجب عليه فعله لتحقيق هدفه. إذا تصرف بطريقة يمكن أن تضر بنفسه أو أنت أو بيئته، أوقفه بهدوء. إذا لم يكن هناك احتمال أن يتضرر أحد من رد فعله، اذهب إليه، فقط تواصل بالعين وانتظر بهدوء حتى يهدأ. إذا أصبح الطفل غير مرتاح للاقتراب وزادت حدة رد الفعل، فابتعد عنه وانتظر حتى يهدأ قليلاً.

لا تقدم رشاوى أو مكافآت للطفل لوقف ردة فعله مثل "سأعطيك الشوكولاتة أو الهاتف إذا توقفت عن البكاء". إن القيام بذلك سيعزز الموقف الخاطئ لدى الطفل ويزيد من احتمالية تكراره. فإذا جاء إليك وقد هدأ غضبه وكرر نفس الطلب، كرر إجابتك السابقة بنفس الإصرار والهدوء. وفي حين أنه من الخطأ أن تقول "نعم" لطلبات الأطفال التي ينبغي الرد عليها بـ "لا"، فمن الخطأ أن تقول أولاً "لا" ثم تغير قرارك إلى "نعم". اسكت. عندما تجد صعوبة في وضع القواعد والحدود للأطفال، لا تهدد بالشكوى لشخص آخر (الأب، المعلم، الطبيب النفسي)، هذا السلوك سيفهمه الطفل على أنه "لا أستطيع أن أقول لك لا". بعد ذلك، سيكون من الصعب عليك وضع قواعد للطفل والرفض. إذا تغيرت القواعد والحدود التي تضعها لطفلك عندما تكون بمفردك، أو عندما يأتي الضيوف، أو عندما تسافر، أو عندما تكون في زيارة، فسيلاحظ طفلك ذلك. إن الطفل الذي يطيع القواعد والذي يمكنك أن تقول له توقف عندما تكون بمفردك قد يتصرف بطرق وطلبات غير متوقعة في بيئات أخرى وقد يتركك في موقف صعب.

بنية شخصية الوالدين والعقلية والعقلية فالمرض الجسدي والصعوبات المالية والمشاكل بين الزوجين تجعل من الصعب وضع حدود للأطفال. فإذا اختلفت مواقف الأم والأب في وضع الحدود للطفل، سيحدث صراع حول قول توقف وسيشعر الطفل بالارتباك. بداية، عليك حل الخلافات في المواقف بينكما، على الأقل تجنبي الجدال أمام الطفل أو التدخل في قواعد الآخر. صعوبة تعلم الطفل لحدوده ليس سببها الأهل فقط، بل أيضاً شخصية الطفل ومشاكله النفسية. على سبيل المثال، يواجه الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط صعوبات خطيرة في اتباع القواعد والطاعة لأنهم عنيدون ومندفعون ومثابرون وغير صبورين. يتجاهل الآباء أحيانًا موقف الطفل ويلومون أنفسهم أو بعضهم البعض، معتقدين أن الطفل فعل ذلك عمدًا. ونتيجة لذلك، يحاولون حل المشكلة بأسلوب أكثر صرامة ويدخلون في حلقة مفرغة.

من المهم جدًا أن تكون علاقتكما جيدة لكي تضعي القواعد والحدود لطفلك. لذلك، اقضوا حوالي نصف ساعة كل يوم في ممارسة الألعاب والضحك والاسترخاء معًا. الخروج كعائلة يومًا واحدًا في الأسبوع، وممارسة أنشطة ممتعة في الخارج، وقضاء وقت ممتع سيحسن علاقتكما.

الحدود التي تعطل العلاقة بين الوالدين والأبناء، تسبب كثرة الخلافات والغضب المتبادل، ويضر نفسياً بالأهل والأبناء - في حالة وجود صعوبات في وضع القواعد لا بد من الاستعانة بأخصائي الصحة النفسية للأطفال.

قراءة: 0

yodax