اكتئاب الطفولة

يمكن تعريف الاكتئاب بأنه انهيار عقلي أو اضطراب مزاجي يعاني منه الفرد في مواجهة الأحداث والمواقف التي لا يستطيع مواجهتها في حياته. وفي حين أن هذا الوضع مقبول بشكل عام لدى البالغين، إلا أنه غير مقبول في مرحلة الطفولة. ومع ذلك، في العديد من الحالات والدراسات السريرية التي تمت ملاحظتها، لوحظ الاكتئاب لدى الأطفال منذ سن الرضاعة (حوالي 6 أشهر).

عندما ننظر إلى أسباب اكتئاب الطفولة، فإن الرابطة التي أقامتها الأم مع الطفل هي: يُنظر إليه على أنه السبب الأول للاكتئاب. عدم ارتباط الأم بالطفل وعدم تقبلها والخلط بين أدوار الأمومة والأنوثة وعدم التواصل الجسدي الكافي معه وعدم التواصل البصري يؤدي إلى اكتئاب الطفولة. يُنظر إلى هذا الوضع في البداية على أنه يعاني من مشاكل فسيولوجية. لا يلاحظ الوالد ذلك كثيرًا لأنه يتجلى على شكل ضائقة فسيولوجية وليس ضائقة نفسية، مع أعراض مثل بكاء الطفل كثيرًا، وسرعة الانفعال، وعدم مص الطعام أو الحليب، وكثرة الغازات. وعندما ننظر إلى الأسباب الأخرى للاكتئاب في مرحلة الطفولة، يمكننا أن نرى أن الطفل يفقد أمه أو أباه (مقدم الرعاية)، إصابة الأم باضطرابات عاطفية، صراع بين الوالدين، اكتئاب لدى الوالدين، الانفصال عن الشخص الذي يرتبط به. حدوث المواقف والعوامل الضاغطة، مواقف الوالدين غير المتسقة، المدرسة، نرى أحداث ومواقف مثل الفشل وانخفاض الثقة بالنفس.

وعندما ننظر إلى حالات الإصابة بالاكتئاب نرى أن الفتيات والفتيان هم من بنفس القدر من المخاطر خلال مرحلة الطفولة. وبالنظر إلى تكراره، فإنه يظهر في ثمانية من كل مائة طفل.

تظهر أعراض الاكتئاب لدى الأطفال في كثير من الأحيان كأعراض جسدية مثل الصداع وآلام البطن والغثيان والضعف، مقارنة بالبالغين. إذا أدرجنا الشكاوى الشائعة:

مثل هذه الأعراض يجب أن تثير تساؤلات لدى الوالدين. وبالطبع لا ينبغي وضع علامة الاكتئاب على الطفل الذي يظهر عليه واحد أو اثنين من هذه الأعراض، ولكن ينصح الأهل الذين يلاحظون الكثير من هذه الأعراض لدى طفلهم باستشارة الطبيب المختص.

الأعراض قد يختلف اكتئاب الطفولة بشكل أكبر اعتمادًا على عمر الأطفال وفترة نموهم مقارنةً بالبالغين. نرى أعراضًا مختلفة عند الأطفال في كل عمر، لأنهم يتطورون ويتغيرون بشكل أسرع من البالغين. أعراض الاكتئاب لدى طفل عمره 3 سنوات ليست نفس أعراض الاكتئاب لدى طفل عمره 12 عاما.

فما هو سلوك الطفل المصاب بالاكتئاب؟ قد يعاني الطفل الذي يعاني من الاكتئاب من البكاء المستمر والغضب السريع والقلق والملل والتردد. حتى سن المراهقة، تكون علاقات هذا الطفل سيئة للغاية مع أقرانه ويواجه صعوبة في تكوين صداقات.

بما أن الاكتئاب لدى الأطفال أقل قبولًا في المجتمع منه لدى البالغين، فإن التدخل في هذه المشكلة يتأخر كثيرًا. ومع ذلك، فإن قبولها المنخفض لا يغير من حقيقة وجودها ومشاهدتها بشكل متكرر. يعد اكتئاب الأطفال مشكلة خطيرة ومتكررة تؤثر سلبًا على الحياة الاجتماعية والمدرسية، ولكنها تستجيب بشكل أفضل من البالغين عند بدء العلاج، وتصبح مزمنة وتسبب مشاكل أكثر سلبية إذا لم يبدأ العلاج. وبما أن الوالدين لا يفهمان الأمر مبكرًا، فإن عملية العلاج تتأخر. وبينما يلاحظ الآباء الحساسون والحساسون هذا الموقف ويطلبون الدعم مبكرًا على الفور، فإن الآباء الأقل حساسية وغير مدركين للمشكلة يتقدمون بسبب أعراض مرتبطة بالمشكلة، مثل الخلاف مع الطفل والعناد وعدم القدرة على التأقلم. معه/معها.

سوف يمر هذا الأمر عندما يكبر، كونه خجولًا. إنه يفعل ذلك، إنه مدلل للغاية، ويمكن للطفل أن يفعل ذلك على أي حال إن مواقف المماطلة أو التجاهل، مثل "دعونا ننتظر قليلاً"، تؤخر التدخل في مشكلة الطفل الحقيقية. على الرغم من عدم رؤية المشكلة الحقيقية، إلا أن الآباء يعتبرون هذه المشاكل السلوكية والعاطفية لدى الطفل مشكلة مختلفة ويستشيرون أخصائيًا بشكل متكرر للتدخل.

الطفل ليس الذراع الوحيد للتدخل في علاج اكتئاب الأطفال عملية. الآباء والأمهات، إذا ذهب الطفل إلى المدرسة، فإن المعلم هم الأذرع الأخرى لهذه العملية. ومن خلال التثقيف النفسي المقدم للأسرة حول المشكلة والمعلومات المقدمة للمعلم حول المشكلة، يستمر الطفل ويكمل عملية العلاج في وقت مبكر وبسهولة أكبر. يعطي اكتئاب الطفولة نتائج مبكرة وإيجابية من خلال هذا التعاون.

 

قراءة: 0

yodax