إن التبول اللاإرادي الذي لا يمكن السيطرة عليه يضعف نوعية حياة الشخص، ويقيد الشخص اجتماعيا، ويؤثر عليه نفسيا، ويدمر ثقة الشخص بنفسه واحترامه لذاته، ويشكل عبئا اقتصاديا على الأسرة. يمكن اعتبار تسرب البول حتى سن الخامسة أمرًا طبيعيًا، ولكن يجب فحصه وعلاجه بعد هذا العمر. وبما أن موضوعنا الرئيسي هنا هو سلس البول عند البالغين، فلن نتطرق إلى سلس البول عند الأطفال.
هناك سببان رئيسيان لسلس البول لدى البالغين وأسباب أخرى سأذكرها قريبًا.
السبب الأول هو السعال، وسلس البول الناجم عن زيادة الضغط داخل البطن مثل العطس، والضحك، ورفع الأشياء الثقيلة، وصعود السلالم وحتى الانحناء. يُسمى هذا النوع بسلس البول الإجهادي ويرتبط بالنشاط البدني الذي يقوم به الشخص. تعتبر الولادة المهبلية، والولادات المتعددة، والولادة الصعبة، وجراحة الرحم، وانقطاع الطمث، وزيادة الوزن، والإمساك طويل الأمد أو نوبة الربو، والعمر المتقدم، والتدخين والأمراض المصاحبة هي العوامل التي تؤهب لهذا النوع من سلس البول. في علاج هذا النوع من سلس البول، وبعد تعديل نمط الحياة وتطبيق الأسباب التصحيحية المذكورة أعلاه، يتم إعطاء المريضة تمارين تقوية الحوض وفرازج مهبلية، لكنها للأسف لا تنجح في بعض الحالات. . في هذا النوع من سلس البول، والذي يسمى سلس البول الإلحاحي، تنقبض المثانة بشكل لا إرادي قبل أن تمتلئ، مما يسبب شعورًا مفاجئًا ولا يقاوم بالتبول. الطقس البارد، وصوت الماء، واستهلاك القهوة والشاي، والمشاعر النفسية يمكن أن تؤدي إلى هذا النوع من سلس البول. في علاج هذا النوع من سلس البول، يوصى بتغيير نمط الحياة، ولكن يتم إعطاء الأدوية التي تمنع انقباض المثانة. يمكن أن يساعدنا تطبيق توكسين البوتولينوم داخل المثانة في العلاج لتقليل تقلصات المثانة في الحالات المقاومة.
إن فهم تاريخ المريض وفحصه ودعم التشخيص بالفحوصات المخبرية وطرق التصوير إذا لزم الأمر وتفسير الاختبارات مثل فحص ديناميكا البول أمر مهم جدًا للتشخيص والعلاج الدقيق وهو أمر مهم.
تذكر أن سلس البول حالة يمكن الوقاية منها، وليس قدرًا أو شيخوخة أو عملية طبيعية!!!
قراءة: 0