الخوف والقلق مصطلحان مختلفان متشابكان في المجتمع. حتى أن الناس يستخدمون هذه المصطلحات بالتبادل لوصف الموقف الذي يواجهونه. وفي الحقيقة، هناك قلق في كل خوف، وخوف في كل قلق، لكنهما ليسا سواء. لماذا من الضروري فصل هذه المشاعر عن بعضها البعض؟ إن إدراك العواطف وتعريفها بشكل صحيح يساعد في العثور على المحفزات التي تسبب هذه المشاعر. ولذلك فإن الوعي سيساهم في إيجاد الحلول الصحيحة للمشاكل الناجمة عن هذه المشاعر.
الخوف مصطلح قادم من اللغة الألمانية. وفي هذه اللغة الكلمة التي جاءت منها تعني الانتظار أو الانتظار أو الهجوم. الخوف هو استجابتنا العاطفية للتهديدات مثل الأشخاص والأحداث والظواهر التي نواجهها في العالم الخارجي. على سبيل المثال، إذا كنت في نزهة في منطقة غابة ورأيت عنكبوتًا كبيرًا يتسلق عليك، فإن استجابتك العاطفية ستكون الخوف. عندما تكون خائفا، سوف يتفاعل جسمك. سوف تبدأ في التنفس بشكل أسرع، وسوف ينبض قلبك بشكل أسرع، وسوف ترتجف، وسوف تنقبض كل عضلاتك.
القلق مشتق من الجذر اللاتيني "angere" الذي يعني "العرقلة"، "الاختناق". . . القلق، مثل الخوف، هو استجابة لإدراك التهديد، ولكنه عاطفة تحدث في حالات التهديدات الداخلية غير المؤكدة والتي لا يعرف مصدرها. لذلك، يمكن تعريف القلق عمومًا على أنه الشعور بأن شيئًا سيئًا سيحدث في المواقف التي لا يوجد فيها تهديد جسدي. لنأخذ طالبًا، أثناء درس الرياضيات، يكتب المعلم مشكلة على السبورة ويطلب من هذا الطالب حل هذه المشكلة على السبورة. إذا خطرت في ذهن الطالب أفكار بأن أصدقائه سوف يسخرون منه ويسخرون منه ويستبعدونه إذا لم يتمكن من الإجابة على السؤال على السبورة، فإن الشعور الذي سيشعر به الطالب هو القلق . وستكون الأعراض الجسدية التي نشعر بها في القلق مشابهة لتلك التي ذكرناها في الخوف.
ومن الاختلافات الأخرى بين القلق والخوف أن القلق أكثر مزمنة، في حين أن الخوف حاد. بمعنى آخر، على الرغم من أن القلق ليس شديدًا جدًا، إلا أنه عاطفة مستمرة، في حين أن الخوف هو عاطفة مفاجئة وقوية جدًا. وبينما يسمى القلق المفرط بالقلق أو اضطراب القلق، فإن الخوف الزائد يسمى بالرهاب.
بالقلق لنأخذ مثالًا أوضح لتمييز الخوف عن الآخر. أنت ذاهب إلى دورة Bangi-Jamping. كمجموعة، سوف تقومون بإلقاء أنفسكم من أعلى جسر كاواراو في نيوزيلندا، باستخدام حبل مرن. عندما يرمي زملائك في المجموعة أنفسهم واحدًا تلو الآخر ويقترب دورك، ينبض قلبك بشكل أسرع، ويزداد تنفسك وتبدأ في الارتعاش والتعرق. إذا كنت تعتقد أن الحبل سوف ينقطع أثناء القفز من الجسر وسوف تسقط وتموت، فهذا هو الخوف. إذا لم يكن لديك خوف من السقوط والموت، ولكنك تعتقد أنك سوف تشعر بالحرج وأن أصدقائك لن يحبوك بسبب الصراخ الذي تقوم به عندما ترمي بنفسك، فهذا هو القلق.
العواطف من هذا القبيل حيث أن القلق والخوف سيظلان موجودين دائمًا في حياة الإنسان. إن إدراك هذه المشاعر الموجودة في طبيعتنا والتعرف عليها سيكون بداية معرفة أنفسنا. بدلاً من الخوف من تجربة هذه المشاعر، فإن فهمها ودمجها في حياتنا بقدر الضرورة سيضمن دورة حياة سعيدة وناجحة وسلمية.
قراءة: 0