إن تناول الطعام ليس مجرد إجراء ضروري للبقاء على قيد الحياة. فهو متشابك مع الثقافة والحياة الاجتماعية وتبادلاتنا العاطفية والطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا...
فكر في المناسبات الخاصة، على سبيل المثال. .. الأعياد، الأعراس، الأعياد، حفلات الاستقبال، بالتأكيد هناك طاولة طعام ترافقهم جميعاً.. هل أنت جائع؟ أم تسأل، عمة تدعونا لركوب السيارة أو لتناول وجبة مسائية، جار يطرق بابنا وفي يده وعاء من عاشوراء... يشاركنا طعامنا؛ إنها طريقة مستترة للقول "أنت ذو قيمة ومهم بالنسبة لي، أنا على دراية بك، أريدك أن تكون في حياتي". قبول الطعام المشترك يعني الرد بنفس اللغة. يعتبر الطعام جزءاً من الثقافة والتنشئة الاجتماعية، كما أنه وسيلة لإقامة العلاقات وإظهار العواطف...
للأكل آثار عاطفية في عالمنا الداخلي، بعيداً عن المعاني الاجتماعية. الغذاء هو الرابطة الأولى التي تنشأ بين الأم والطفل. لن يكون من الخطأ القول إن أساس الشعور بالحب والثقة يتشكل في هذه اللحظة من التبادل غير المتبادل. ترضع الأم طفلها ليس فقط لإطعامه، بل أحياناً لتخفيف قلقه وأحياناً لتهدئته. هذه هي الطريقة التي نبني بها أولاً العلاقة بين العواطف والغذاء والتنظيم العاطفي. وفي طبيعته الخاصة يوجد نظام ومعنى كامل بين الغذاء والفرد والبيئة الاجتماعية. إذًا، هل هذا النظام دائمًا في مثل هذا التوازن؟
عندما ننظر إلى حياتنا البالغة، يمكننا أن نرى أن وظيفة التنظيم العاطفي لتناول الطعام لا تزال مستمرة. استجابةً للغضب، والتعاسة، والوحدة، والملل، والتوتر والعديد من المواقف العاطفية الأخرى، قد ندرك أننا نأكل من أجل الاسترخاء. وعندما تتزايد هذه المشاعر السلبية ويتعطل انسجامنا مع البيئة الاجتماعية، فإن الرابطة الصحية بيننا وبين الطعام تبدأ في التلف.
الجوع حالة فسيولوجية، والشهية حالة نفسية. لذلك، من المناسب البحث عن العوامل النفسية المسببة لاضطرابات الأكل. تشير الدراسات إلى أن اضطراب الشراهة عند تناول الطعام يصل إلى 2% بين عامة السكان، ويصل هذا المعدل إلى 65% بين السكان الذين يعانون من السمنة المفرطة. وبالنظر إلى المشاكل الصحية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم الناجمة عن هذا النوع من اضطرابات الأكل، فإن اضطراب الشراهة عند تناول الطعام هو اضطراب نفسي خطير لا ينبغي تجاهله.
على الأقل مرتين في الأسبوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية. إذا كنت تعاني من نوبات الشراهة عند تناول الطعام، فاستهلك حصصًا في وقت أقصر بكثير من المعتاد، وابدأ بتناول الطعام قبل أن تشعر بالجوع الجسدي، واستمر في تناول الطعام حتى تشعر بعدم الراحة أو الانتفاخ، وتشعر بالخجل من الإفراط في تناول الطعام وتفضل تناول الطعام بمفردك، وتشعر بالندم والاشمئزاز والذنب. بعد تناول الطعام، إذا قمت بمحاولات اتباع نظام غذائي غير ناجح وظهرت أيًا من هذه الأعراض، فقد تكون مصابًا باضطراب الشراهة عند تناول الطعام. بمعنى آخر، يمكن أن يكون الطعام الآن أكثر من مجرد إشباع جوعك الجسدي، فقد يكون وسيلة لابتلاع ما لا يمكنك التعبير عنه أو قوله، أو وسيلة لتخفيف الانزعاج الذي تشعر به عاطفيًا، أو طريقة أسهل للهروب من حالاتك العاطفية السلبية. . وفي هذه الحالة، سيكون من المفيد الحصول على مساعدة من طبيب نفسي لإعادة تعريف الطعام في حياتك واكتساب سلوكيات وعادات غذائية صحية.
قراءة: 0