لماذا يستخدم الناس العنف؟


أهلا. موضوعنا اليوم هو العنف. أولاً، لنبدأ بتعريف العنف وأنواعه. العنف يعني استخدام القوة الغاشمة أو السلوك القاسي ضد شخص لديه موقف أو رأي معارض، وإظهار ذلك جسديًا أو جنسيًا أو نفسيًا أو اقتصاديًا. العنف الجسدي هو استخدام القوة الغاشمة على فرد آخر بطريقة يمكن الشعور بها وملاحظة آثارها. العنف النفسي هو سلوك الشخص لإرهاق الطرف الآخر وإزعاجه وإيذائه بالعبارات اللفظية، أما العنف الاقتصادي فهو الاحتياجات المادية غير المرئية للشخص الذي يعتمد عليه مالياً. العنف الجنسي هو إجبار الجنس الآخر على ممارسة الجنس دون موافقته أو الانخراط في سلوكيات ومواقف جنسية لا يرغب فيها الطرف الآخر أثناء الجماع بالتراضي. وبحسب الأبحاث فإن معظم الناس يقعون ضحايا للعنف الجسدي والنفسي!
كما يتفق الناس عموماً فإن الطرف الذي يتعرض للعنف هو الضحية دائماً، ولكن عندما ننظر للأمر من ناحية أخرى فإن الشخص الذي يستخدم العنف هو ضحية أخرى. الشيء الأساسي الذي يجب القيام به هنا لمنع العنف هو فهم الحالة المرضية لمرتكب الجريمة. يجب علينا أولاً أن نبدأ هذا العمل مع الأسرة التي نشأوا فيها، والبيئات التي نشأوا فيها، والأخطاء والاضطرابات الموجودة فيها. فالعنف شيء انتقالي. إن الشخص الذي يعيش في منزل يوجد به عنف سيتعلم أن يكون عنيفًا بفضل هذا المنزل، ومن المرجح أن يفعل الشيء نفسه مع دائرته في المستقبل. وهذا ما تدعمه نظرية التعلم الاجتماعي التي عرفها باندورا، ووفقا لهذه النظرية فإن الناس (وخاصة الأطفال!) يتعلمون سلوكيات كثيرة من خلال المشاهدة والنمذجة، وهناك نقطة مهمة ينبغي للمرء أن يدركها هنا؛ الشخص مسؤول ليس فقط عن سلوكه الخاص، بل أيضًا عن الأفراد الذين يتعامل معهم باستمرار ويؤثر على تطور شخصيتهم، ومن ناحية أخرى، قد تكون هناك عوامل خارج الأسرة، فقد تكون أفرادًا محترمين جدًا في المنزل، أما إذا ارتكب الطفل العنف رغم ذلك فهي دائرة الأصدقاء والتلفزيون وغيرها التي يتعامل معها الطفل، وإذا كانت هناك برامج فلا بد من التشكيك في هاتف الآيباد والتطبيقات الموجودة عليه.
تذكر أن رد الفعل الأول والحد الذي تحدده في مثل هذه المواقف مهم جدًا. وبعد سنوات، شخص ما كان عنيفًا تجاهك قد يكون من الصعب إقناعك بطلب المساعدة من أحد الخبراء. ومع ذلك، إذا عبرت بوضوح عن رد فعلك وحدودك عندما ترى العنف وتشعر به لأول مرة، فستتاح لك فرصة أكبر لتصحيح هذا الشخص.

    النفسية. ديلارا تاهينسيوغلو

قراءة: 0

yodax