كما هو الحال بالنسبة للبالغين، يعد الزلزال تجربة مخيفة ويصعب على الأطفال التعامل معها. يخاف الأطفال من التغييرات والشكوك والمشاكل التي سيسببها هذا الحدث في حياتهم، بقدر ما يخافون من الزلزال نفسه. إن الثقافة التي يعيشها الطفل وأسلوب عائلته وردة فعلها والخسائر التي تعرض لها وعمره وجنسه والتجارب المؤلمة السابقة ككل تؤثر وتشكل صدمة الطفل وأبعادها.
ثقة الوالدين والشعور بالانتماء وردود الفعل تجاه الحدث، فهو يحدد بشكل كبير المعنى الذي سيعطيه الأطفال للحدث الذي يعيشونه وكيف سيتعاملون معه. يراقب الأطفال ردود أفعال والديهم في حياتهم اليومية ويحاولون التقاط أدلة حول الموقف والحدث، خاصة في حالات الأزمات، يصبح الأطفال أكثر حساسية. إنهم يراقبون الشخص البالغ ويحصلون على أدلة من رد فعله وتعبيرات وجهه ونبرة صوته حول ما إذا كان الحدث كبيرًا أم مخيفًا، ويتصرفون وفقًا لذلك. إذا كان الوالدان في حالة ذعر، فإن الطفل يصاب بالذعر أكثر، وإذا كان الوالدان متشائمين أو مكتئبين، فإن الطفل يتأثر أكثر بالسلبيات.
في فترة ما قبل المدرسة (حتى سن 6 سنوات)، يشعر الأطفال بالمسؤولية تجاه الزلزال، كما يمكن أن يتحملوا أي سلبيات. "لقد حدث ذلك لأنني كنت شقيًا، حدث ذلك لأنني أزعجت والدي، وما إلى ذلك." وأثناء شرحه للحالة التي مر بها؛ يمكن للأطفال في سن المدرسة أن يفهموا أن هذا الحدث يمثل كارثة طبيعية وأسبابه. ومع ذلك، ونظرًا لعمره ومستوى نموه، فقد يفسر هذا الموقف على أنه عقاب على شيء سيئ فعله هو أو أسرته أو مجتمعه. بالإضافة إلى ذلك، أسئلة حول ما بعد الحدث مثل "ماذا سيحدث الآن، ماذا سأفعل؟، وما إلى ذلك". أسئلة ومخاوف مثل هذه قد تظهر نفسها.
هناك بعض السلوكيات التي يتم ملاحظتها بشكل متكرر عند الأطفال بعد وقوع الزلزال. قد لا يظهر بعض الأطفال أيًا من هذه السلوكيات المذكورة أدناه، وقد تمر محنتهم دون أن يلاحظها أحد. في بعض الأطفال، قد تحدث السلوكيات المرتبطة بهذه المشكلات بعد أسابيع أو أشهر.
-
عندما يحدث زلزال مرة أخرى، سيكونون خائفين من الأدلة حول ما مروا به أثناء الزلزال ( اهتزاز الكرسي، السرير، الضوضاء أثناء النوم، الخ)..) أ الخوف المفرط،
-
الغضب بسهولة وفي كثير من الأحيان، والقلق، والبكاء،
-
إظهار العدوان،
-
القيام بالسلوكيات وإظهار الأساليب التي لم يفعلها من قبل؛ على سبيل المثال، الطفل الذي لا يتشاجر أبدًا، الطفل الذي لا يخاف من المطر يصبح خائفًا للغاية عندما تمطر،
-
الحركة المفرطة
-
تدهور التركيز، وعدم القدرة على الانتباه،
-
اضطراب في أنماط أو عادات النوم؛ عدم القدرة على النوم بمفرده، رؤية الكوابيس، عدم القدرة على النوم، الاستيقاظ بشكل متكرر، الاستيقاظ مبكرًا وعدم القدرة على النوم مرة أخرى، التبول اللاإرادي
-
التمريض أثناء النهار والليل
-
الخوف من الوحدة، الخوف من رحيل الأشخاص من حولك، الخوف من اللحاق بك، الخوف من البقاء وحيدًا في المرحاض،
-
مص الأصابع وقضم الأظافر وما إلى ذلك. السلوكيات،
-
إظهار المزيد من السلوكيات الشبيهة بالطفل مقارنة بعمره،
-
الغثيان، آلام البطن، القيء، الصداع، دون أي سبب جسدي، دوخة، اضطرابات غذائية،
-
الهدوء والانطواء، وتجنب الحديث عن هذه الأحداث،
كيف نساعد الأطفال بعد وقوع الزلزال؟الاقتراب مهم جدًا. إعلام الأطفال بالأحداث يمنحهم الثقة. يجب مساعدة الطفل على فهم الموقف الذي يحدث له. الأطفال يخافون من الأشياء التي لا يفهمونها. ينبغي إخبار الطفل ما هو الزلزال، وكيف يحدث، وأنه نادر الحدوث، ولكنه حدث طبيعي شائع مثل البرق أو الرعد أو العاصفة. ويجب أن يفهم الأطفال جيداً أن هذه الكارثة لا علاقة لها بأي "جنحة" ارتكبوها، وأنهم غير مذنبين في ذلك، وأن هذا الوضع ليس "عقاباً" لهم. استمع جيدًا إلى "ما" يقوله الطفل و"كيف" يقوله؛ وينبغي الانتباه إلى الإيماءات التي تعكس مشاعرهم، مثل نبرة الصوت، وتعبيرات الوجه، والتعبير في أعينهم، والارتعاش في شفاههم وأيديهم. إن تكرار ما يقوله الطفل من قبل الشخص البالغ ومشاركة الشخص البالغ لمشاعره الخاصة سيمكن الطفل من التعرف على حواسه ويرى أن الشخص البالغ يفهم حواسه.
تحدث إلى الأطفال بلغة يفهمونها، دون إخفاء أي شيء عما حدث أو دون إعطاء معلومات كاذبة. ومن المهم أيضًا تلبية حاجة الطفل إلى الثقة من خلال الوصول إلى مستوى عينيه والإمساك بيديه أثناء الحديث. ومن المهم أن تعطي إجابات صحيحة وبسيطة لأسئلتهم، لتشرح بدقة ما حدث وما سيحدث بعد ذلك وما الذي سيتغير في حياتك.
كما أنه من المهم جدًا عدم شرح هذا الموقف الخطير. بطريقة أخف أو مبالغ فيها مما هي عليه. يجب أن يشعر الطفل بالأمان مع أسرته وأقاربه. إن استخدام وتكرار عبارات الطمأنينة بشكل متكرر مثل "لا تخف، نحن معًا"، "أنا أحبك، سأحميك"، والتواصل الجسدي سيكون أمرًا مريحًا للطفل.
الإنفاق مزيد من الوقت والتحدث مع الطفل، وخاصة قبل النوم؛ إذا أمكن، يجب ألا يكون المكان الذي ينام فيه الطفل مظلماً. إذا كان لديه كوابيس، فإن الكوابيس هي في الواقع رد فعل طبيعي جدًا لدماغ الطفل. وبهذه الطريقة، تتاح للطفل الفرصة للتخلص من المشاعر الشديدة التي يعيشها في عالمه الداخلي. دون انزعاج، احتضن الطفل واطلب منه أن يروي ما رآه، والاستماع إليه حتى النهاية دون مقاطعته، باستخدام عبارات مثل "لقد حلمت حلماً سيئاً، ربما بدا لك حقيقياً، تقول إنك بكيت وركضت". بعيدًا في حلمك، أنا أتفق معك، كنت سأشعر بنفس الشيء" سيساعد الطفل على الاسترخاء. . ومع ذلك، لا ينبغي للمرء أن يقول "ليس هناك ما نخافه"؛ لأن شيئاً مخيفاً قد حدث للطفل ولا ينبغي أن يشعر بالذنب أو الخجل منه. ممارسة الألعاب التي من شأنها إرهاق الطفل جسديًا خلال النهار، أو اللعب بالألعاب أو في مناطق آمنة ومفتوحة سيقلل من كوابيس الطفل. وينبغي قدر الإمكان تشجيع الطفل على الاستمرار في عاداته اليومية. إن الاختفاء المفاجئ للعادات يمكن أن يخلق ضغوطا خطيرة من تلقاء نفسه، خاصة عند الأطفال الأكبر سنا.
يجب أن تحاول أن تكون قدوة للطفل بسلوكياتك مثل الصبر والإصرار والتعاون ومحاولة حل المشكلات. وبذل الجهد لمواجهة المشاكل. سيساعد ذلك الطفل على تنمية قدرته على التعامل مع ما يمر به.
إن مساعدة الخبراء ضرورية ومهمة في التعامل مع الصعوبات التي تنشأ في عمليات التكيف التي يتم ملاحظتها لدى الأطفال بعد وقوع كارثة مثل الزلزال.
قراءة: 0