في السنوات الأخيرة، حدثت زيادة في عدد طلاب الجامعات الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب، والذين يتلقون العلاج ويستخدمون الأدوية لعلاج الاكتئاب. يعد الاكتئاب من أخطر المشاكل العاطفية التي يواجهها طلاب الجامعات لأنه يؤثر بشكل مباشر وعميق على البالغين والشباب. لأنه خلال سنوات الجامعة، يبدأ الشباب بالدخول إلى عالم الكبار. بمعنى آخر، يبدأ الشباب الذين يدخلون الجامعة في استكشاف وجهات نظر مختلفة، وأنماط حياة مختلفة، ويدركون أن لديهم أدوارًا مختلفة. وبينما يحاولون أن يكونوا مستقلين، فإنهم يحاولون أيضًا إقامة علاقات وثيقة، وهي إحدى المهام التنموية المتوقعة منهم. يكافح طلاب الجامعات لتحقيق التوازن بين توقعاتهم وتلبية توقعات الآخرين (الأصدقاء والعائلة). بالإضافة إلى ذلك، يحاول طلاب الجامعة اكتشاف أنفسهم، وهذه العملية من اكتشاف الذات قد تجعلهم يشعرون بتقلبات في تقديرهم لذاتهم من وقت لآخر. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج طلاب الجامعة إلى التكيف مع الظروف المتغيرة مثل البيئة ومكان الإقامة. ولذلك فإن الحياة الجامعية تحمل في طياتها الاحتمالات والظروف المعيشية السلبية وعوامل التوتر. ونتيجة لذلك قد يصبح طلبة الجامعة أكثر عرضة لبعض الأعراض والمشكلات النفسية مثل الغضب والقلق والاكتئاب نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها.
الغرض من البحث: الاكتئاب شائع جداً بين طلاب الجامعات ويؤثر على حياتهم سلباً، ودراسة الاكتئاب لها أهمية كبيرة. بالنظر إلى الظروف المعيشية والخصائص النمائية لطلبة الجامعة، فإن عدم الرضا عن المظهر والفشل الدراسي وعدم القدرة على التكيف مع مكان الإقامة يعد من أهم عوامل خطر الإصابة بالاكتئاب. ولهذا السبب أجري هذا البحث لفحص مستويات الاكتئاب لدى طلبة الجامعة من حيث الجنس والرضا عن المظهر ومكان الإقامة ومتغيرات النجاح الأكاديمي. في هذا البحث، (1) ما هي مستويات الاكتئاب لدى طلبة الجامعة؟، (2) تم فحص مستويات الاكتئاب لدى طلبة الجامعة حسب مظهرهم الخارجي. هل تختلف مستويات الاكتئاب لدى طلاب الجامعة بشكل كبير حسب تحصيلهم الأكاديمي؟، (4) هل تختلف مستويات الاكتئاب لدى طلاب الجامعة بشكل كبير حسب الجنس ومكان الإقامة؟، (5) هل تختلف مستويات الاكتئاب لدى طلاب الجامعة بشكل كبير حسب تحصيلهم الأكاديمي؟ هل تختلف مستويات الاكتئاب اختلافا كبيرا باختلاف الجنس ومكان الإقامة عند ضبط متغيري الرضا عن المظهر والنجاح الدراسي؟ وتم البحث عن إجابات للأسئلة.
طريقة البحث: أجريت هذه الدراسة على 440 طالبًا جامعيًا يدرسون في جامعة الأناضول. وكان من بين المشاركين 315 امرأة و123 رجلاً؛ 102 من طلاب الصف الأول، و105 من طلاب الصف الثاني، و110 من طلاب الصف الثالث، و123 من طلاب الصف الرابع. بيانات البحث، مخزون بيك للاكتئاب، الجسم 90 أ. أيكوت جيهان وآخرون. يحصل. وقد تم جمعها باستخدام مقياس الرضا عن الأعضاء واستبيان المعلومات الشخصية الذي طوره الباحثون لهذا البحث. يتكون نموذج المعلومات الشخصية من أسئلة حول جنس طلاب الجامعة ومستوى الصف الدراسي والمعدل الأكاديمي ومكان الإقامة. وفي تحليل البيانات، تم استخدام اختبار t للمجموعات المستقلة، وتحليل التباين ثنائي الاتجاه، وتحليل التباين المشترك (ANCOVA) ثنائي الاتجاه.
نتائج البحث: متوسط أما التوزيع بالنسبة لمستويات الاكتئاب لدى طلبة الجامعة فقد بلغ 12.63، أما الانحراف المعياري فقد بلغ 8.21. درجات الاكتئاب لدى 25% من طلاب الجامعات هي سبعة أو أقل من سبعة، و50% منهم لديهم درجات تساوي أو أقل من 11، و75% منهم لديهم درجات 17 أو أقل. ووفقاً لهذه النتائج يمكن القول أن غالبية طلاب الجامعة ليس لديهم مستويات عالية من الاكتئاب. وأظهرت نتائج الدراسة أن مستويات الاكتئاب لدى طلبة الجامعة الذين كانوا غير راضين عن مظهرهم كانت أعلى من مستويات الاكتئاب لدى أولئك الذين كانوا راضين عن مظهرهم. بالإضافة إلى ذلك، وجد أن الطلاب الذين عانوا من الفشل الأكاديمي هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من أولئك الذين نجحوا أكاديميًا. وأظهرت نتائج البحث أن مستويات الاكتئاب لدى طلبة الجامعة تختلف باختلاف الجنس ومكان الإقامة والمكانة وتبين أنه لا يوجد فرق معنوي باختلاف تفاعل هذين المتغيرين. أظهرت نتائج تحليل التغاير أن مستويات الاكتئاب لدى طلبة الجامعة لا تختلف اختلافاً كبيراً باختلاف الجنس ومكان الإقامة وتفاعل المتغيرين، حتى عند التحكم في متغيري الرضا عن المظهر والنجاح الأكاديمي.
نتائج البحث والتوصيات:أظهرت نتائج الدراسة أن مكان الإقامة والجنس لدى طلاب الجامعة ليسا من العوامل المهمة في إحداث الفروق في مستويات الاكتئاب. ولم تؤد هذه العوامل إلى وجود فرق كبير على الرغم من السيطرة على رضا طلاب الجامعة عن مظهرهم ونجاحهم الأكاديمي. ومن ناحية أخرى، فإن رضا طلاب الجامعات عن مظهرهم ونجاحهم الأكاديمي له آثار كبيرة على مستويات الاكتئاب لديهم. وبما أن الاكتئاب من أهم المشكلات النفسية التي يواجهها طلاب الجامعة، فلا بد من تقديم خدمات المساعدة النفسية الفعالة لطلبة الجامعة. ولهذا السبب يمكن تطوير برامج مختلفة لمواجهة الاكتئاب تعمل على زيادة مستويات قبول الذات لدى طلاب الجامعة وتحسين مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية لديهم. أثناء تصميم وإعداد هذه البرامج، يجب أيضًا مراعاة الرضا عن المظهر والقضايا الأكاديمية. هذه الدراسة لديها بعض القيود، لذلك يمكن تكرار هذا البحث مع دراسات أخرى. ونظرًا للعدد المحدود من المشاركين في هذه الدراسة، يمكن إجراء التفاعلات بين مستويات الاكتئاب لدى طلاب الجامعة والجنس والرضا عن المظهر ومكان الإقامة مع مجموعات دراسية أكبر. ويمكن إجراء دراسات نوعية لفحص الاكتئاب لدى طلاب الجامعات بمزيد من التفصيل.
قراءة: 0