عن الخسارة والحزن

يتم تعريف عملية إعادة الهيكلة التي تحدث بعد اختفاء العلاقات التي تحتوي على الاحتياجات العاطفية الأساسية للفرد بأنها الحداد. لا تقتصر عملية الخسارة أو الحداد على حدث وفاة لا رجعة فيه. وهي أيضًا عملية تهدف إلى التكيف مع الحياة المقبلة، حتى عند اكتمال العديد من العلاقات العاطفية. وبحسب فرويد، فإن عملية الحداد هي محاولة لنقل موارد المفقود إلى بقية الحياة وتسبب الألم في جوانب عديدة.

وكان أحد أهم مجالات البحث في علم النفس على مر السنين هو رد الحزن . رد الحداد على ما ضاع؛ إن طبيعة العلاقة بين الفرد والشخص المفقود، والمعنى الذي ينسبه الفرد للخسارة، وشكل الخسارة، واستراتيجيات التكيف للفرد وخصائص الشخصية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفرص الدعم النفسي والاجتماعي للفرد. ولهذا السبب يمكن القول أن الحزن خاص بالفرد.

وقد ذكر معالج الحزن الأمريكي ج. ويليام ووردن أن رد فعل الحزن الذي يحدث بعد الخسارة هو مهمة تساعد الفرد على إعادة الهيكلة المعرفية والإدراكية. عاطفيا. يصف ووردن مهمة استجابة الحداد الطبيعية على النحو التالي: "يجب أن يكون هناك مكان للشخص المفقود في حياة الشخص الذي تركه وراءه، مما يضمن أن هذا المكان مرتبط بالمفقود ولا يمنع الشخص المفقود من الاستمرار. حياته."

إليزابيث كوبلر روس ونتيجة لدراساته وملاحظاته حول الحزن، فقد ذكر أن هناك بعض مراحل رد فعل الحزن. وفقًا لكوبلر روس، فإن رد فعل الحزن؛ وتشمل مراحل الصدمة والإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب والقرار (القبول). تتميز مرحلة الصدمة والإنكار بعدم القدرة على تقبل الخسارة التي لا رجعة فيها، وتكون ردود الفعل غالبا على شكل تنميل أو تجمد. في مرحلة الغضب يبدأ تقبل الخسارة ويتم البحث عن السبب أو المسؤول عن الخسارة. المساومة هي الفترة التي يبدأ فيها اعتقاد الفرد بأن الخسارة لا رجعة فيها، وتشتد مشاعر اليأس. في مرحلة الاكتئاب، يتم قبول الخسارة وتكون شكاوى الاكتئاب في أشد مستوياتها. الانفصال هو المرحلة الأخيرة التي يتم فيها إعادة تنظيم المشاعر والأفكار الإيجابية حول المستقبل. إذا علق الفرد في أي من هذه المراحل بعد الخسارة، فقد يتسبب ذلك في إطالة أمد الحزن أو تعقيده. قد تحدث.

إذا استمرت أعراض الحزن لأكثر من عام، فقد يشير ذلك إلى رد فعل حزن طويل الأمد ويستلزم الحاجة إلى علاج نفسي. لكن قد تكون هناك حالات تجعل العلاج النفسي حتميا في عمليات الحداد التي لم تتجاوز السنة. خاصة إذا كانت وظائف الفرد ضعيفة بشكل كبير بعد الخسارة، أو إذا كانت الأعراض الجسدية (مثل التغيرات الخطيرة في النوم والشهية) تسبب مشاكل كبيرة، أو إذا كانت هناك أعراض ذهانية (مثل الأوهام أو الهلوسة)، أو إذا كانت هناك أفكار للانتحار، قد يكون التدخل في الاستجابة للحزن ضروريًا، بغض النظر عن مدته. في علاج الحزن، يمكن تطبيق التدخلات المعرفية والتطبيقات العلاجية الخاصة بالحزن، بالإضافة إلى علاجات المؤثرات العقلية عند الضرورة.

قراءة: 0

yodax