يحتاج الإنسان إلى أشياء كثيرة لكي يبقى على قيد الحياة. الخطوة الأولى في هرم أبراهام ماسلو للاحتياجات هي الاحتياجات المادية مثل الطعام والنوم والمأوى. هذه في الواقع احتياجات جسدية يلبيها كل إنسان من أجل البقاء. ومع ذلك، فإن تلبية الاحتياجات الجسدية وحدها لا تكفي لحياة صحية. الحب والثقة والتقدير والارتباط الصحي، وهي من أهم متطلبات الحياة الصحية، هي أيضاً احتياجات ومتطلبات.
كيف نلبي احتياجات الحب والانتماء والثقة والارتباط الصحي إلى جانب الاحتياجات الجسدية؟
وهنا، تعتبر نظرية التعلق، التي بدأت قبل الولادة واستمرت بعد ذلك، ذات أهمية كبيرة. يعرّف جون بولبي، رائد نظرية التعلق، سلوك التعلق بأنه أي سلوك يظهره الرضيع لشخصية مقدم الرعاية الأساسي له لإنشاء والحفاظ على القرب المطلوب من أمه. يُظهر لنا التعلق في الواقع أن الأم ليست مجرد أداة تلبي احتياجات الطفل في علاقة الطفل. إن علاقة الترابط هذه مع الأم، والتي تتحقق بشكل أساسي، لها تأثير كبير على علاقات الصداقة والعلاقات الشريكة والعلاقات التي سنبنيها في المستقبل، والتي تعتبر مهمة في بيئتنا الاجتماعية. إن للارتباط تأثيراً كبيراً على شعور الفرد بالكفاءة الشخصية، وتنمية التصور الإيجابي لذاته، وإقامة علاقات آمنة مع بيئته. إن الارتباط الصحي الذي لا يمكن تكوينه مع الأم في السنوات الأولى من الحياة يمكن أن يتحول أيضًا إلى مرض يلاحقنا بتأثيرات مختلفة في كل فترة من حياتنا مثل الطفولة والمراهقة والبلوغ. الآن سأخبرك عن الأمراض التي قد تحدث في هذه الحالة؛
أولها هو اضطراب التعلق التفاعلي. في السنوات الأولى من الحياة، يؤدي التعلق غير المتسق لمقدم الرعاية بالأم والتغييرات المتكررة لمقدم الرعاية إلى اضطراب التعلق التفاعلي في الفترات التالية. في الواقع، يعاني الطفل من صراع لا يستطيع حله داخليًا. ومع ذلك، في المستقبل، قد يتطور لدى الطفل أسلوب التعلق القلق. الطفل الذي يشعر بالقلق والقلق عند انفصاله عن أمه، لا يهدأ بسهولة عندما يتحد مع أمه ولا يفعل ذلك بالأم. انه يضيء. إذا أوضحت ذلك بمثال؛ كثير من الآباء يدلون بعبارات مثل "طفلي لا يريد الذهاب إلى المدرسة، يريد أن يلعب معي في كل مرة في المنزل، لا يستطيع التصرف بشكل مستقل عني أثناء اللعب مع أصدقائه في الحديقة". هذه هي المواقف التي نتيجة للتعلق القلق. وفي المستقبل، يعد اضطراب الهلع والوسواس القهري والرهاب الاجتماعي من الحالات المرضية التي تصاحبها غالبًا.
كيف نضمن هذا الارتباط الآمن؟ وكيف يمكن أن نمنع حدوث حالات نفسية مرضية لدى الطفل في المستقبل؟
أولاً، يمكننا أن نبدأ بتلبية احتياجات الطفل العاطفية. . لأن الترابط هو عملية متبادلة. وكلما شعرت الأم بشعور الحب والثقة تجاه طفلها، كلما زاد شعور الطفل تجاه أمه. تعد اللمسة الجسدية لمقدم الرعاية للطفل ومداعبته وحركاته الإيقاعية من العوامل الأخرى التي تحتاج إلى الاهتمام والممارسة التي تعمل على تحسين الترابط بين الأم والطفل. في الواقع، من أجل ضمان ارتباط آمن وصحي، يجب تلبية الاحتياجات الجسدية للطفل، وينبغي التعامل مع الحب والانتماء وجعله يشعر بالقيمة وتطبيقهما معًا. عندما يتم النظر في كل هذه العمليات، فإن التعلق؛ وهي من القضايا المهمة التي تؤثر على العملية العقلية للفرد وعلاقاته الاجتماعية وتنمية بناء الذات.
قراءة: 0