في مقالاتنا الأسبوع الماضي، قمنا بفحص حالة الأنا الأم وحالة الأنا البالغة بالتفصيل. أريد أن أتحدث إليكم هذا الأسبوع عن حالة الأنا الأخيرة لدينا، "الطفل". أتمنى لك قراءة ممتعة..
حالة غرور الطفل هي انعكاس لمشاعر وأفكار وتجارب الفرد منذ لحظة ولادته وحتى فترة الطفولة الأولى (0-5 سنوات). بمعنى آخر، يسجل الفرد تجاربه بين سن 0 – 5 سنوات، والعواطف التي يشعر بها خلال هذه التجارب والذكريات التي يخلقها، وهذا التسجيل يخلق حالة الأنا الطفلية. وبما أن مفرداتنا لم تتطور بعد في هذا العمر وأن نمونا العقلي قد بدأ للتو، فإن ذكرياتنا تتكون من مشاعر وليس عمليات معقدة، ونظهر سلوكيات تفاعلية للتعبير عن هذه المشاعر. في أبسط مثال، عندما نسقط وننزف ركبنا، فإننا نبكي بدلاً من تنظيف جرحنا، لأننا لسنا مؤهلين بعد للتعبير عن سلوكنا وتحليله بالكلمات. كما في هذا المثال، فإن كل التجارب التي مررنا بها، نتذكرها أو لا نتذكرها في السنوات الأولى من حياتنا وردود الفعل العاطفية الشديدة التي نعطيها لهذه التجارب، يتم تسجيلها في ذاتنا "الطفلية".
حالة الأنا لدى الطفل هي الجانب العاطفي والمتفاعل من أنفسنا. وبعبارة أخرى، إنه الجانب "المشاعري" من أنفسنا. عندما نتصرف دون التفكير في عواقب أفعالنا، عندما نستمع إلى مشاعرنا، عندما نعطي ردود فعل عاطفية شديدة على الأحداث التي نمر بها، فهذا يعني أن الجانب "الطفلي" من أنفسنا قد تولى الإدارة. الضحك من القلب، والبكاء، والاستمتاع دون التفكير في النهاية، والوقوع في الحب اليائس هي أيضًا أمثلة على أنماط سلوك حالة الأنا لدى الطفل. باختصار، يختبر الفرد الجانب الممتع والعاطفي المكثف من الحياة من خلال حالة غرور الطفل.
على الرغم من أن حالة غرور الطفل جزء مهم من ذواتنا، إلا أنها لا تتكون فقط من أنماط سلوكية إيجابية. نظرًا لأننا غير مؤهلين ونحتاج إلى رعاية في طفولتنا المبكرة، فقد تكون أنماط سلوكنا غاضبة للغاية أو حزينة للغاية أو مستاءة. في مرحلة البلوغ، على الرغم من أننا نمتلك الكفاءة لحل مشكلة حقيقية، إلا أن حالة الأنا لدى الطفل قد تلعب دورًا وتظهر سلوكًا مفرطًا في رد الفعل ومختلاً. أو عند نقطة نحتاج فيها إلى التصرف بحذر أكبر الطفل الأنا د يمكن لمنظمتنا أن تتحمل مخاطر مفرطة وتجرنا إلى موقف ضار. على سبيل المثال، دعاك أصدقاؤك إلى حفلة عندما كان لديك اجتماع عمل مهم جدًا في اليوم التالي. لقد انضممت إلى الحفلة، ولكن الوقت قد فات وعليك العودة إلى المنزل والراحة في اليوم التالي لتكون لائقًا. في ذلك الوقت عندما يقول صوت بداخلك "لا يهمني، أريد أن أبقى وأستمتع"، هذا الصوت يأتي من نفسك الطفل.
في مثل هذه الحالات، حالة الأنا البالغة يجب أن تهيمن على حالة الأنا الطفلية حتى يتمكن الفرد من اتخاذ قرارات صحيحة ووظيفية، و"حالة الأنا الطفلية" تحتاج إلى التمييز بين الرسائل غير الوظيفية. استمرارًا لمثالنا السابق، يصبح جانب الكبار لدينا على دراية بالجانب الطفل الذي يريد البقاء في الحفلة ويقول: "لا، أنا أهتم بعملي واجتماع الغد أكثر من هذه الحفلة. من خلال القول إنه يمكنني الاستمتاع بوقت أكثر راحة، فإن ذلك يمنع السلوك المختل ويرضي حالة الأنا لدى الطفل بوعده بالاستمتاع لاحقًا. سنتحدث الأسبوع القادم عن أنواع حالة الأنا لدى الطفل. أتمنى لك أياماً صحية وسعيدة.
قراءة: 0