الثقة بالنفس تعني أن يكون المرء في سلام مع نفسه وبيئته، وأن يكون واعيًا للجوانب الإيجابية والسلبية في نفسه. الطفل الذي يحبه الكبار، الذي يجد القرب والاهتمام الذي يتوقعه عندما يحتاج إليه، الذي يتم تقدير أفكاره وأخذها في الاعتبار، الذي يتم الوثوق به ومنحه المسؤوليات، الذي يتم الثناء عليه على الأشياء هو/هي تعمل بشكل جيد، الذي يفتخر به، والذي يسمح له بارتكاب الأخطاء في ما يفعله، والذي يتم قبوله كما هو، لديه الثقة بالنفس. p>
تأثير الأسرة على نقص الثقة بالنفس
أحد أسباب عدم كفاية تنمية الثقة بالنفس لدى الأطفال هو الإفراط في حماية الأسرة. فهؤلاء الأمهات اللاتي يغمرن أطفالهن بالحب والحنان، يقمن بجميع أنواع الأعمال حتى لا يواجه أطفالهن أي صعوبات. في هذا النوع من الأسرة، تقوم الأم بما يجب على الطفل القيام به، وتفكر بالنيابة عن الطفل، ولا تحمله عبئًا كبيرًا. في الواقع، هذا خطأ تربوي تم بحسن نية. إن تحمل كافة مسؤوليات الطفل يعد مخاطرة كبيرة؛ لأن الطفل لا يستطيع أن يكتسب القدرة على حل مشكلاته بنفسه. الطفل الذي يتعرض لهذا النوع من السلوك يتطور لديه شعور "لا أستطيع أن أفعل ذلك". وهذا الشعور يقلل من الثقة بالنفس؛ يشعر الطفل بعدم الكفاءة وعدم الأمان ولا يستطيع فعل أي شيء دون طلب أمه.
لكي يتمكن الطفل من المضي قدمًا والانطلاق في الحياة، من الضروري أن يجازف الطفل ويتخذ قراراته ويتخذ قراراته بنفسه. حل مشاكله الخاصة. وإذا لم يتمكن الطفل من القيام بذلك، فلن يتمكن من تطوير هويته ويصبح إنساناً يخاف من الحياة ويهرب ويترك كل شيء لشخص آخر.
ومن العوامل الأخرى التي تقلل من ثقة الطفل بنفسه هو أن الآباء الكماليين يبالغون في النقد. الطفل الذي يتعرض للانتقاد المستمر يشعر بالغباء وعدم الكفاءة وعدم الكفاءة. لنفترض أن الطفل أحضر بطاقة تقرير سيئة، ومعظم درجاته سيئة، وهناك عدد قليل من الدرجات الجيدة. عادة ما تنظر العائلات إلى بطاقة التقرير وتتساءل: "لماذا هذا ضعيف؟ لماذا هذا ضعيف؟" يطلبون من الطفل أن يحاسب. وفي الوقت نفسه، لا ينسون انتقاد شخصية الطفل. ولكن الصواب أن تقول: انظر، أحسنت، لقد حصلت على خمسة من هذا، وحصلت على أربعة من هذا. كيف ستصلح نقاط الضعف هذه؟ لتحفيز الطفل على النجاح بقول جملة كهذه. عندها يشعر الطفل بالتقدير وتحمل المسؤولية.
لتنمية ثقة الطفل بنفسه
1- وجوده من أجلك. اجعلهم يشعرون بمدى أهمية ذلك. أخبرهم أن حبك لهم لا يعتمد على نجاحهم أو فشلهم، وأن وجودهم مهم بالنسبة لك وأنك ستحبهم دائمًا مهما حدث.
2- ساعد طفلك على الكشف عما بداخله. مواهب فريدة. كل طفل لديه خصائص وقدرات مختلفة. ادعم أطفالك للبحث واكتشاف أشياء جديدة من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الأنشطة التي تتوافق مع اهتماماتهم وقدراتهم.
3- أظهر أن الأشياء التي يقومون بها ويهتمون بها مهمة وقيمة لك. اسأل عن الأنشطة التي يشاركون فيها والأشياء التي يهتمون بها، واذهب إلى العروض التي حضروها في المدرسة. شاركيه بمقالة أو صورة قرأتها عن أشياء تهمه.
4- أوجدي بيئة في منزلك يثق فيها الجميع ببعضهم البعض. الأطفال الذين يمكنهم بسهولة مشاركة مشاعرهم وأفكارهم وحبهم ونجاحاتهم أو إخفاقاتهم وخيبات الأمل مع أفراد أسرهم يصبحون واثقين من أنفسهم. بدلاً من الرد بـ "الأمر ليس سيئاً كما تقول" أو "سيكون الأمر على ما يرام، لا تقلق"، خذ مشاعرهم وأفكارهم على محمل الجد.
5- اجعل توقعاتك عند مستوى يتجنب معظمكم التوقعات التي قد تتجاوزهم. كل طفل لديه قدرة ومستوى مختلف من القدرة. على الرغم من أنك تعلم أن طفلك لا يستطيع فعل شيء ما، فلا تتوقع منه ذلك وسينتهي الأمر بخيبة أمله. استهدف الأهداف التي يمكنهم تحقيقها وتأكد من نجاحها.
6- أعط أطفالك المسؤوليات. الأطفال الذين يتم الثقة بهم ومنحهم المسؤولية يشعرون بالفائدة والأهمية.
7- مهما فعلوا، اجعلهم يشعرون بالأمان بالحب. قم بتأديب أطفالك، لكن لا تفعل ذلك أبدًا بغضب أو بقواعد صارمة. ولا ينبغي تأديبهم عن طريق إعطاء قواعد صارمة وعقوبات قاسية. يعرف الأطفال جيدًا عندما تتصرف بشكل غير عادل. ولا تهز ثقتهم.
8- اقضيا الوقت معًا. ابحث عن أنشطة مشتركة وقضاء بعض الوقت معًا.
9- اصنع كلمات تزيد من ثقتهم بأنفسهم. عبر عن مساهمتهم بكلمات مثل "كانت مساعدتك مفيدة جدًا، شكرًا لك" أو "انظر، لم أفكر في هذا، لقد أحببت حقًا فكرتك حول هذا الموضوع". أظهر أنك تقدر مشاعره.
10- ناقش مشاكل طفلك دون لومه أو انتقاد شخصيته. عندما يواجه الأطفال مشاكل تتعلق بأنفسهم ويتم الهجوم عليهم أو التحدث عنهم دون انتقاد، فإنهم يبذلون جهداً لحل هذه المشكلة. تحدثي معه عما فعله، وليس عن شخصيته. على سبيل المثال؛ أنت غاضب لأن طفلك البالغ من العمر 4 سنوات ألقى لعبته على سرير أخيه أثناء نومه. "انت فتى سيء!" أو "لا تفعل!" بدلًا من ذلك، يمكنك أن تقول: "أشعر بالغضب عندما ترمي ألعابه بعيدًا. كان من الممكن أن تؤذيه حقًا". الرسالة هنا هي أن مشاعرك موجهة نحو سلوكه المحدد، وليس إلى عالمه الطفولي.
قراءة: 0